
أسفي تودع واحدا من أبنائها البررة الأستاذ عبد القادر أزريع
إعداد : منير البصكري الفيلالي / أسفي
بقلوب مفعمة بالحزن والأسى، تلقت جمعية ذاكرة أسفي نبأ وفاة أحد أبناء مدينة أسفي ممن نذروا وقتهم وجهدهم لخدمة المدينة من خلال رئاسته لمؤسسة أسفي للتنمية المستدامة والتغيرات المناخية، وهي مؤسسة تتموقع ضمن جيل جديد من مؤسسات المجتمع المدني التي تنسق وتتواصل مع جميع المتدخلين في الشأن المحلي.
كان المرحوم السي عبد القادر ازريع من خيرة شباب مدينة اسفي، حيث على الرغم من وجوده خارج اسوارها، لم يتوان قط في تقديم كل ما لديه من أجل النهوض بالمدينة، بذلك تكون وفاته قد خلفت ألما وحزنا كبيرا لدى أوساط واسعة من مجايليه ومعارفه وأصدقائه سواء في أسفي أو خارجها.
جمعتنا ظروف الدراسة بثانوية الحسن الثاني منتصف سبعينيات القرن الماضي، وإذ أنسى، لا أنسى اجتهاده وجديته في التحصيل، مما كان يدعونا إلى الإعجاب بقدرته على استيعاب الدروس والإقبال عليها بطريقة واعية وذكية. كل هذا، مهد له الطريق ليكون متوقد الفكر واسع الثقافة في كل مناحيها. وهكذا وبعد التخرج من كلية الآداب بالرباط، عمل المرحوم كأستاذ لمادة الفلسفة بمدينة خريبكة.. ثم ما لبث أن انخرط في العمل النقابي فكان من أنشط مكونات الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، كما كان من المؤسسين لمنظمة العمل الديموقراطي الشعبي ومن المؤسسين كذلك للحزب الاشتراكي الديموقراطي.
سبق للمرحوم ان كان برلمانيا بمجلس المستشارين، كما شغل منصب نائب أول لرئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان كما كان رئيسا للفريق الكونفدرالي بالمجلس السابق ذكره، إضافة إلى شغله منصب نائب رئيس لجنة الصداقة الفرنسية المغربية المشتركة بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ بفرنسا. لا ننسى كذلك عدة أعمال أسندت إليه كمكلف لدى رئاسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالعلاقة مع البرلمان والوساطة، ورئيس لجنته الجهوية الرباط / القنيطرة إلى جانب عضويته باللجنة الخاصة للتربية والتكوين، وكذا باللجنة الخاصة التي عهد إليها إعداد مدونة الشغل الحالية. نضيف أيضا أنه كان رئيس جمعية حركة المبادرات الديموقراطية وعضوا بمجلس التوجيه ل : منتدى بدائل المغرب.
كل هذه الأنشطة وغيرها تشي بالكثير من البذل والعطاء والتضحية.. وهي صفات حميدة تميز بها المرحوم السي عبد القادر ازريع، لا تخيفه صعاب ولا تعوزه وسائل، فكان مناضلا نقابيا وسياسيا لا تلين قناته ولا تضعف عزيمته، مدافعا ومرافعا عن وطنه كلما اقتضى الظرف مواقف صلبة تهم مجتمعه ووطنه ككل.
هكذا يمكن الحديث باقتضاب عن المرحوم السي عبد القادر ازريع الذي وافته المنية يوم الخميس الثاني من شهر فبراير الجاري بالرباط.. فتعازينا الحارة لرفيقة دربه الأديبة المتألقة والروائية والقاصة المتميزة الأستاذة ربيعة ريحان ولجميع أفراد أسرته وأصدقائه
وإنا لله وإنا إليه راجعون.