ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 48

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

الحاج عبد السلام بن حنة
    يعد الحاج عبد السلام بن حنة من الأطر الرياضية المتألقة في مدينة أسفي، إذ ظهرت عليه علامات التميز الكروي منذ الصغر، ولما اشتد عوده، وضع المرحوم الخميري عينه عليه ، فتوجه به إلى الدار البيضاء لينضم لفريق الوداد البيضاوي آنذاك كمدافع صلب لا يشق له غبار.
   ينحدر الحاج عبد السلام بن حنا من مدينة أسفي .. فقد كان لاعبا باتحاد أسفي (اليوسيس) قبل أن يلتحق بفرق مغربية أخرى ، حيث لعب لنجم الشباب والوداد والرجاء ثم أصبح مدربا لنجم الشباب ومدربا لجمعية المشاريع الاجتماعية لوكالة توزيع الماء والكهرباء بالدار البيضاء حيث يعتبر من المؤسسين للرياضة في هذا القطاع ، فعمل على تكوين لاعبين شباب ما لبثت أن سطعت أسماؤهم في العديد من الرياضات ، كما كانت له مساهمات قيمة في البطولة العمالية . فقد عمل على إنعاش الرياضة العمالية من خلال مساهمته في البطولة العمالية ، كما راكم تجربة طويلة خبر خلالها خبايا الكرة المستديرة، حيث لعب لاتحاد أسفي، ولنجم الشباب البيضاوي، ولفريق الوداد البيضاوي كما ذكرنا ذلك سابقا.
  
عبد السلام بن حنا الذي كان من أبرز نجوم المنتخب الوطني في الستينات، نال شرف المثول بين يدي المغفور له محمد الخامس ، كما كانت له مكانة خاصة لدى جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه حين كان مشرفا على الفريق الوطني في ستينيات القرن الماضي. فهو مفخرة للرياضة المغربية من خلال ما أسدى من خدمات لهذه الرياضة.
  
نذكر أن الحاج عبد السلام بن حنة جمع الكثير من الصفات الحميدة التي أكسبته احترام وتقدير الجميع، فهو شخصية محبوبة لدى معظم الأوساط الرياضية، شديد التواضع، يساعد على قضاء الحوائج، يميل إلى المرح في حدود معينة، حلو الحديث، صوته معتدل  متزن في آرائه، يضبط نفسه عند انفعالها ، بسيط في تعامله مع الآخر .. وتلك صفات الرياضي الهادئ المتزن .. كرس حياته لخدمة الرياضة في بلده ومثلها خير تمثيل أثناء إجراء المباريات الدولية. امتاز عن كثير من اللاعبين بأخلاق عالية ، فقد جعل من حسن الأخلاق ركيزة أساسية ومن حب الناس مسألة ضرورية ومن التعامل مع الجميع بروح المسؤولية شعارا دائما، ومن التفاني في التداريب وداخل رقعة الملاعب الطريق الوحيد للتفوق وإبراز الذات، وهي صفات جعلته إنسانا مميزا يحظى باحترام البعيد قبل القريب .. رمز حفر عطاءه في عمق المسيرة الكروية المغربية، أيام لم يكن للطمع المادي أو المصالح  الشخصية الضيقة مكان .. بل فقط، حب القميص والوطن المحرك لدفعات التضحية بالغالي والنفيس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض