سياسة

الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء: ضربة قاضية لعزلة النظام الجزائري

في تطور جديد ومفاجئ، أقدمت فرنسا على خطوة وصفها العديد بأنها ضربة قاضية لجنرالات الجزائر، وذلك من خلال اعترافها الصريح بمغربية الصحراء وتأكيد دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل نهائي ومستدام للنزاع المفتعل. هذه الخطوة تأتي في سياق تحولات دبلوماسية دولية تميل إلى تعزيز مكانة المغرب ودوره الاستراتيجي في المنطقة، فيما تبدو الجزائر في حالة من العزلة والتخبط السياسي.

موقف فرنسا: استراتيجي أم دبلوماسي مؤقت؟
التأكيد الفرنسي على دعم المغرب في المحافل الدولية وقبول الحكم الذاتي كحل أساسي ووحيد لقضية الصحراء، ليس مجرد موقف دبلوماسي مرحلي، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تنتهجها باريس لتعزيز شراكتها مع المغرب. إذ تعتبر فرنسا أن مستقبل الصحراء يكمن ضمن السيادة المغربية، مما يشير إلى أن هذه الخطوة ليست نزوة عابرة كما يحاول البعض ترويجه.

وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أعلن خلال زيارته للرباط عن تعزيز الوجود القنصلي والثقافي الفرنسي في الصحراء المغربية، وأوضح أن هذه الخطوة تأتي لفتح آفاق جديدة للتعاون بين فرنسا والمغرب في منطقة تعتبر محورية للاستقرار الإقليمي.

أثر التحركات الدولية على موقف الجزائر
الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء منذ سنوات، تلاه موقف إسبانيا الداعم، والآن فرنسا، يشكل ضغوطاً هائلة على الجزائر التي وجدت نفسها في مواجهة متزايدة مع قوى دولية تملك الفيتو في مجلس الأمن. هذا التسارع الدولي في الاعتراف بسيادة المغرب على صحراءه يترك للجزائر خيارات ضيقة، حيث لم يعد هناك الكثير من الدول التي تقبل دعم “البوليساريو” إلا من خلال مقابل مالي، ما يجعل الجزائر وحيدة دون حلفاء استراتيجيين حقيقيين في هذه القضية.

تحول داخلي في بعض المواقف الصحراوية
عمل المغرب على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في صحراءه، مما ساهم في تغيير قناعات العديد من الصحراويين المغرر بهم الذين كانوا يدعمون “البوليساريو” سابقاً. التحولات التنموية والاجتماعية ساهمت في تعزيز الولاء للوطن والانضمام للمغرب، بينما أصبح دعم “البوليساريو” مقصوراً على عدد قليل من الأصوات التي لم تعد تحظى بتأثير حقيقي على أرض الواقع، بل تحولت إلى مجرد شعارات تتردد في الإعلام الجزائري.

الجزائر في مواجهة مع التحديات الدولية
تشير تقارير إلى احتمال إدراج “البوليساريو” كمنظمة إرهابية دولياً، وهو تطور سيشكل ضربة موجعة للجزائر، حيث إنها ستجد نفسها مضطرة للتعامل مع واقع جديد يضع دعمها العسكري والمالي للبوليساريو في موضع مساءلة دولية. إذا استمر هذا الوضع، فقد تتعرض الجزائر لضغوط للتوقف عن دعمها لهذه الجماعة، مما سيعزلها أكثر في الساحة الدولية.

مستقبل التحولات الإقليمية
بعض المراقبين يتوقعون أن تنضم بريطانيا أيضاً لقائمة الدول المعترفة بمغربية الصحراء، خصوصاً بعد تعزيز الشراكات الاقتصادية بين المملكة المتحدة والمغرب. كما أن هناك ترقباً لتوسع الشراكات الدولية مع المغرب، خاصة بعد افتتاح ميناء الداخلة الجديد، الذي سيجذب الاستثمارات الدولية ويعزز وضع المغرب كوجهة اقتصادية مهمة في المنطقة.

وختاما فإن خطوة فرنسا تعكس تحولاً استراتيجياً في مواقف الدول الكبرى تجاه قضية الصحراء، وتعد ضربة قاضية لنظام العسكر في الجزائر الذي عوّل لسنوات على دعم دولي ضعيف لاستمرار قضية البوليساريو. في المقابل، يعزز المغرب مكانته الدولية والإقليمية عبر تحالفاته المتينة وإنجازاته التنموية التي حولت قضية الصحراء من ملف سياسي إلى قضية مصيرية للتنمية المستدامة.

محمد الخلفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض