
شنقريحة ينفي تبون ويخطط لإبعاده عن المشهد تجنبًا للفضائح السياسية
تظهر أحياناً في الجزائر توترات سياسية داخلية بين القيادة العسكرية والمؤسسة الرئاسية، مما يسلط الضوء على الأدوار المؤثرة للقيادات العسكرية التي تُعتبر، وفق بعض المحللين، صانعة القرار الأساسي في البلاد. وفي هذا السياق، يأتي دور رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق سعيد شنقريحة، الذي يُقال إنه صاحب نفوذ وتأثير قوي على مجريات الأمور السياسية في البلاد.
يُعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون جزءاً من منظومة الحكم الحالية التي أتت بعد حراك 2019، إلا أن بعض الأطراف ترى أن وجوده بات رمزياً أكثر منه فعلياً، خاصة مع التدخلات العسكرية الواضحة، مما يثير التساؤلات حول مدى استقلالية القرار الرئاسي. ومع تراكم الأزمات الداخلية والخارجية، قد يسعى بعض قادة الجيش للبحث عن “منفى سياسي” لرئيس الدولة في سبيل الحفاظ على استقرار القيادة العليا، لا سيما إذا كان تبون يشكل تهديداً لسمعة القيادة الجزائرية.
شنقريحة وتبون: من إدارة الدولة إلى إدارة الأزمات
عُرف عن الفريق شنقريحة اتخاذه تدابير قوية تجاه أي تهديد قد يتصور أنه يمس مصالح الجزائر الاستراتيجية، سواء كان هذا التهديد داخلياً أو خارجياً. يُزعم أن شنقريحة يخشى من التصريحات أو القرارات التي قد تصدر من تبون وتعتبر محرجة أو غير مدروسة، ومن هنا تأتي فكرة “إبعاده” مؤقتاً أو توجيهه للقيام بجولات خارجية بهدف إشغاله عن قضايا حساسة. هذا النهج يمكن أن يُفهم كنوع من “الحماية” للدولة من تداعيات محتملة، خاصة أن تبون يُوصف أحياناً بأنه يتصرف باندفاعية قد لا تتسق مع النهج الحذر والمتزن الذي يفضله قادة الجيش.
العلاقات الجزائرية-العربية ودور شنقريحة في تحديد السياسة الخارجية
تعتبر الجزائر نفسها فاعلاً إقليمياً مهماً، ولكن مع بروز بعض التوترات الدبلوماسية وزيارات تبون لبعض الدول العربية، يُثار التساؤل حول مدى حرية تبون في اتخاذ قرارات سيادية في السياسة الخارجية، والتي قد يكون للجيش الجزائري، ممثلاً في شنقريحة، تحفظات بشأنها. فقد تكون الجولة العربية التي يقوم بها تبون حالياً مدفوعة من الجيش، وذلك لإعطائه فرصة للتأمل وإعادة النظر في توجهاته السياسية، وأيضاً منحه نوعاً من العزلة السياسية المؤقتة بعيداً عن البلاد.
السياق الدولي وتأثيره على الداخل الجزائري
من الملاحظ أن هناك تحولاً ملحوظاً في العلاقات الدولية، خاصة مع تطور العلاقات المغربية-الفرنسية مؤخراً، والذي قد يعتبر تهديداً لبعض التوجهات الجزائرية، مما يزيد من الضغط على المؤسسة الحاكمة. قد يرى الجيش أن خروج تبون من الجزائر في هذا التوقيت وتواجده في الخارج قد يقلل من حساسية الوضع الداخلي تجاه هذا الموضوع.
الشعب وتطلعاته: هل من فرصة للإصلاح؟
يبقى التساؤل الأهم في ما إذا كانت هذه التحركات ستسهم في دفع عجلة الإصلاح السياسي أم أنها مجرد محاولات مؤقتة لحل الأزمات.
محمد الخلفي