
جينريك النشرات الإخبارية على القناة الأولى: ضرورة ملحّة للتجديد بعد أكثر من 20 عامًا من الجمود
الرباط Mcg24
جينريك النشرات الإخبارية على القناة الأولى للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية يتميز بطابعه الرسمي والجاد، حيث يعتمد على تصميم تقليدي يعكس الهوية المؤسسية للقناة. الألوان المستخدمة، مثل الأزرق والذهبي، تعزز الإحساس بالموثوقية، لكن التصميم العام يفتقر إلى الابتكار والتحديث الذي يواكب التطورات الحديثة في الإعلام البصري. ثم إن الرسوم الكرافيكية المستخدمة سلسة لكنها تقليدية مقارنة بالقنوات العالمية التي تعتمد على تصاميم أكثر ديناميكية وتفاعلية.
من الناحية الموسيقية، يعتمد الجينريك على نغمات أوركسترالية ذات إيقاع قوي تعكس الجدية والمصداقية، إلا أن الموسيقى لم تشهد أي تجديد ملحوظ منذ أكثر من 20 عامًا، مما يجعلها تبدو قديمة وغير متماشية مع المعايير الحديثة. ففي الوقت الذي تعتمد فيه القنوات الإخبارية الكبرى على مزيج من الأصوات الإلكترونية والمؤثرات الديناميكية لخلق تجربة أكثر تشويقًا، لا تزال القناة الأولى تعتمد على مقاطع موسيقية كلاسيكية تفتقر إلى الطابع العصري.
ويظل التأثير على الجمهور محدودًا، حيث ينجح الجينريك في ترسيخ الطابع الرسمي للقناة لكنه لا يخلق انطباعًا بالحداثة أو التطور. فالمشاهد الشاب الذي اعتاد على الجرافيك المتطور والتأثيرات الديناميكية قد لا يجد في هذا الجينريك عنصرًا جذابًا بصريًا أو سمعيًا. وهذا يشكل تحديًا للقناة في ظل التحولات الكبيرة في الإعلام الرقمي والمرئي، حيث أصبحت القنوات مطالبة بالجمع بين الرسمية والجاذبية البصرية لإبقاء المشاهدين متفاعلين.
ومقارنة بالقنوات الإخبارية العالمية مثل BBC وAl Jazeera وCNN، يبدو الجينريك الحالي بطيئًا نسبيًا ويفتقر إلى الحيوية اللازمة لمواكبة التطورات في عالم الإعلام. بينما تعتمد هذه القنوات على تصميمات تفاعلية وتغيرات سريعة في الإيقاع، لا يزال الجينريك المغربي يركز على أسلوب تقليدي قد لا يتناسب مع التوقعات الحديثة. ولعل من أبرز النواقص في التصميم ضعف التأثيرات البصرية الحديثة، وعدم توظيف عناصر تكنولوجية متقدمة مثل الخرائط التفاعلية والكرافيكس المتطور، بالإضافة إلى محدودية التنوع في المشاهد المستخدمة.
لكي تواكب القناة الأولى المعايير العالمية، يجب إعادة تصميم الجينريك بالكامل مع التركيز على إدخال عناصر أكثر ديناميكية وحيوية. ويمكن الاستفادة من تقنيات التصميم الحديثة مثل الأنيميشن ثلاثي الأبعاد عالي الجودة، والمؤثرات البصرية المتقدمة، بالإضافة إلى تحديث الموسيقى لتكون أكثر حداثة وجاذبية دون فقدان الطابع الرسمي. كما يمكن توظيف رموز بصرية تمثل المغرب بشكل أوضح لتعزيز الهوية الوطنية بطريقة أكثر ابتكارًا.
في النهاية، فإن الحاجة إلى تحديث الجينريك ليست مجرد مسألة شكلية، بل هي ضرورة حتمية لضمان بقاء القناة الأولى قادرة على المنافسة في المشهد الإعلامي المتغير. وتجاوز الجينريك الحالي أكثر من 20 عامًا دون تحديث حقيقي يجعله غير ملائم لعصر السرعة والتفاعل الرقمي. لذلك، فإن التجديد يجب أن يكون أولوية لضمان مواكبة القناة للتحولات الإعلامية واستقطاب فئات أوسع من المشاهدين.