الدكتور عباس الجراري ، شخصية موسوعية متعددة العطاءات -الحلقة 3

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

إنه من المهم جدا أن نفرد لمثل هؤلاء الرجال لحظات اعتراف وامتنان ، وقد حصل ذلك عدة مرات في حق أستاذنا رحمه الله .. إذ شهدت له شخصيات وازنة وبارزة في العديد من المناسبات التكريمية في ربوع مملكتنا السعيدة شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ، وكذا في غير قليل من بلدان العالم بكفاءته ونبل أخلاقه وتواضعه وعلمه الغزير .
   إننا أمام رجل كرس حياته للبحث والتأليف وتكوين الأطر .. سبر أغوار التراث المغربي والثقافة العربية الإسلامية ، وأبرز خصوصيات التنوع الثقافي ومدى مساهمته في خلق ثقافة التعايش والتساكن والتسامح والحوار والتعاون بين مختلف شرائح المجتمع المغربي .
فهو الإنسان المتسامح ، العالم المنفتح ، المحاور المقنع عن الهوية المغربية أمام الحضارات الكونية .. يعمل من أجل تثبيت وترسيخ خصوصية الفكر والثقافة المغربية . عاشق لتراث أمته ، مثابرا على إحياء هذا التراث والمحافظة عليه بكل إخلاص وتفان. ومن ثمة ، فإن فضائله وسجاياه لا تعد ولا تحصى ، وخدماته الجليلة لا تحصر . وهبه الله تعالى قدرة علمية وصفات خلقية رفيعة ..

                 جاد الزمان بوصله المدرار              وزها المكان ببهجة الحضــار
                 عباس يا نبض الأصالة واثقا           يمضي ليملأ صولة المضمار
                 نيل العروبة أنت كنت نديمه           حتى اصطفاك لرحلة الإبحار
                 فمشيت تقتبس الفنون بهمة         وتشيد صرحا واثق الأسـوار
…
                لله درك باحثا فـــــي أرضنا             عن جوهر قد غاب في الأثار
                تجلوه في صبر ورقة عاشق           وتزيل حالك ظلمة وغبـــــار
                 بالفكر ترسم معلما متألــقــــا         أكــرم بـفكـر رائــد لمســــار

يتبع …