ربان الطائرة معفي من الذكاء الاصطناعي

عبد اللطيف أفلا

أثار قدوم الذكاء الاصطناعي ولا يزال جدلا واسعا في كل بلدان العالم، بين الرافضين والمرحبين.

الذين رحبوا به، ربطوه بواقع ومفروض التطور الذي لا محيد عنه في هذا العصر، وأيضا لدوره الكبير في سلاسة ويسر الخدمات الصناعية والتجارية والفلاحية والمعلوماتية، بل والمعرفية والثقافية كذلك.

أما الذين رفضوه جملة وتفصيلا، فهم نخبة من المثقفين والمفكرين والمبدعين، وأيضا ممن توجسوا من تعطيل الذكاء الاصطناعي للعديد من الوظائف و الخدمات والمهمات المدرة للدخل، كالترجمة الفورية في المؤتمرات، والترجمة النصية على سبيل المثال، والتي ستجعل، بل إنها جعلت العديد ممن كانوا يعرضون نصوصا وفيديوهات لإحدى المقاولات لترجمتها، أغناهم الذكاء الاصطناعي عن تلك المقاولات وبالمجان.

ومن بين الوظائف التي رشحها المراقبون والفاعلون في مجال التوجيه المدرسي والمهني، هي نهاية مهمة ربان الطائرة، بل إنهم حاضروا طلبة العديد من المؤسسات التعليمية الخاصة والعامة بإلغاء حلمهم بأن يصبحوا ربابنة، لأن المستقبل القريب سوف يستغني عن قيادة الانسان للطائرات، وبالتالي نهاية وظيفة ربان الطائرة.

استبشر كل شبان ربابنة العالم المتخوفين من فقدان مناصبهم، وكذلك المتخرجين الذين يحلمون بأن يكونوا يوما ما ربابين الطائرات.

وقد تم تأكيد ذلك، بناء على ما خلص إليه الاجتماع السنوي الأخير لرؤساء شركات الطيران العالمية في مدينة دبي، وذلك لنقاش ودراسة المشاريع المرتبطة بالمجال والتي لها علاقة رئيسة وجوهرية بالذكاء الاصطناعي.

وقيل بأن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل ربان الطائرة، فقط سيعمل على تحسين انسيابية الخدمات الجوية والمطارات، كتوفير لوحات الكترونية تتجاوب مع 85 لغة، والتي تمت برمجتها لتعمل انطلاقا من العام 2025 بمطار شارل ديغول في باريس. ثم العمل على ترتيب وحل إشكالية صفوف انتظار الركاب، بل أبعد من ذلك، فإن شركة الطيران الفرنسية “إيرفرانس-كيه إل إم” تعمل على استخدام أداة ذكاء اصطناعي لتسريع التعرف على قطعة دقيقة من بين الآلاف أصابها عطب او خلل ما.

وعرض خلال اجتماع الاتحاد العالمي للطيران، رؤساء أقسام البيانات والذكاء الاصطناعي في عدد من الخطوط الجوية لعدة بلدان، مشاريع بالعشرات تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي، دون أن يتم إدراج الربان ضمن لائحة المطرودين..

إذن لا خوف على الطيارين من الذكاء الاصطناعي ولا هم يحزنون…