
القصيدة المولدية في الشعر الملحون- الحلقة 11
إعداد : الدكتور منير البصكري الفيـــلالــي / أسفـــي
دائما وفي نطاق قصائد التصليات التي خص بها شاعر الملحون في أسفي الرسول الكريم ، نجد الشاعر الحاج عبد الله بنحيدة يصلي على الرسول الكريم عدد ضياء الشمس والقمر ، ولمعان النجوم ببهائها وجمالها ، وعدد ما فاحت الأزهار بطيبها ونسيمها في كل صباح ومساء ، وعدد البرق وما هبت الرياح وقصفت الرعود ، وعدد ما حملت به السحب من أمطار ، وعدد هيجان البحر والأدوية ، ودواب البر والبحر ، وعدد كل من رفرف بجناحيه ، وعدد الأشجار وأغصانها ، وعدد السر المكتوم في الأحشاء . يقول : ّ
صلى الله أعليه ما ضاء الشمس وما شعشع لقمر في ليلة واح
وما لمعت النجوم وضحـــا ببهــــــا اجمالها فالجو الســــــأح
صلى اعليه وعلى آل الطيبين وعلى اصحابو قمهر لكفــــــاح
ما عبقت لزهار فايحــــــــا بنسام طيبهـــا افكل امسا واصباح
صلى الله أعليه ما اسطع لبرق بنوار اللامع وما هبت لرياح
واتزكليم أرعود صايحـــا وما هلت لمزان بالمطر الكفاح
صلى الله أعليه ما هاجت لبحور بماج أفرتنها عللجراف امكفح تكفاح
ليل وانهار ما صابت راحا واعداد الودان الحامل من كون الفتاح
صلى الله أعليه قد ادواب البر والبحر وكل من فدفد بجنـــــــــاح
وعداد لشجـــار المايـحـــــا وما هاجت بغصانها فالبطاح ولــدواح
صلى الله أعليه قد لعلوم السابقا والحاضرا واللي ما زال في علم الفتاح
كلها للمخلوق صالحـــــــا واعداد السر المكتوم في ادواخل لجباح ..
وعلى المنوال نفسه ،
يصلي الشاعر مولاي اسماعيل على النبي الكريم عدد الأمطار وعدد ما يحظى به من جاه عند الخالق سبحانه وتعالى ، وعدد الأزهار والنحل وأجباحها وعسلها . يقول شاعرنا :
الصلا والسلام أعليك قد لمطار وقد جاهك عند المولى يا لمبرور
الصلا والسلام أعليك قد لزهار والنحل ألجباح وعسلها المعصور
فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، لا حصر لها على حد ما يذكر شاعرنا مولاي اسماعيل السلسولي رحمه الله في هذه الأبيات . يقول :
صلى الله أعليك وعلى الآل ألصحاب اسيادي قد لبحور أما ضمت عد لوحوش فلوهـــاد
صلى الله أعليك عداد ما في قلبي وجسادي من عروق إنبضو ورواح من ماتو فالجهاد
صلى الله أعليك عداد كل من جا والغادي في ركاب الحجاج إزور زهد فالمال ألولاد
يوم نضحى فمقامك ضيف يتسرح تكيادي وتعود ايامي بعد لحزان انزايه عيـــــــــاد
صلى الله أعليك يا خير اسم عليه تنـــــادي من زمانك حتى الآن عشاقك التمجـــــــــاد
من اشواق البوصيري امداح المصباح الكادي والقوافي فالهمزية اشهود والبردة بالتفـراد
بنسليمان الجزولي فالكتاب الوقــــــــــادي لمسمي ادليل الخيــــر شهـــــدو له النقـــاد بالفصاحة ومعاني واضحــة من غير اجحـــــــــادي زد حسن والمغراوي كذالك لخضر من لمجـــــــاد
وترتيبا على ما سبق ، يظهر أن حب شاعر الملحون الأسفي للرسول الكريم ، كان صادقا ، حيث أفاض الشاعر في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ومدحه بقصائد رائعة ، تعلوها مسحة روحية المعنى وسمو العاطفة ، بل إنه جعل من مدحه للنبي فنا قائم الكيان ، ناضج الصور ، مكتمل الخصائص . وحديث شاعر الملحون عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو في الحقيقة ، حديث عن الحضارة الإنسانية في جانبها الإيجابي ، حديث عن صنع أمة وبناء جيل لحمته القرآن ، وسداه أحاديث وسنن رسولنا الكريم ، أو بعبارة أخرى ، إنه استعراض لتاريخ مجيد ، وشرح لبرنامج متكامل لا يعتريه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لآنه تنزيل من حكيم مجيد .