
مغربية الصحراء من خلال الشعر الملحون – الحلقة الثامنة
د. منير البصكري الفيلالي / أستاذ التعليم العالي
ولعل شاعر الملحون كان أحسن من غيره في التعبير عن مثل هذا التوجه الوحدوي .. وفي هذا الصدد يرى الشاعر عبد القادر برادة أنه باستكمال الوحدة الترابية واسترجاع الصحراء المغربية ، زالت الأحزان وارتاح الفؤاد وتعانق الإخوان ، بينما أصبح أعداء الوحدة في كدر وحزن ، يقول :
زالت لحـــــزان وزالت لشواك ولحجــــر
والفؤاد ارتاح والفكر وتعانقت لخــــــــــــــوان
والحساد صبحت كــــــادرا
فتراب الوطـــــــن تتعانق الشمس ولقمــــــــر
والفرحة فقلوبنا اكثر بارك يا رحمــــــــــــــــان
وحفظنا يا خالق لــــــو ر ا …
وهكذا تتبين هذه الملامح ا لــوحدوية التي دعا إليها شعراء الملحون من خلال ما نظموا من قصائد تطفح بالعمق الوحدوي المتجذر في نفوسهم .. وهي فلسفة شعبية ” تقوم على الالتحام بين الأفراد بعضهم مع بعض في المجتمع الواحد من جهة ، ومن جهة ثانية ، الالتحام بين هذا المجتمع كأفراد ، وبين الأرض التي يعيش عليها هؤلاء الأفراد .. “
وحين إلى شاعر الملحون على نفسه التركيز على مغربية الصحراء في شعره ، إنما كان يسعى إلى إبراز ما في روحه الشعبي من رؤية خاصة قائمة على تقديس ذلك الرباط الذي يجمع ” بين المجتمع والأرض والدفاع عن هذه الأرض التي يعيش عليها ذلك المجتمع ..”
ومن هذا المنطلق ، عبر شاعر الملحون عن أصالة فكره ، على اعتبار أن الأصالة إبداع ، والأديب الأصيل هو ” الذي يبدع أشياء تجد نفسها أو تجد صدى لها عند متلقين ، لهم نفس الأحاسيس ونفس المكامن والمشاعر ” . وبذلك يحصل التجاوب والانسجام ، ومن أجل هذا ، وجدنا شاعر الملحون يخدم مختلف قضايا وطنه .. فقد كان دائما معبرا عن هذه ا لقضايا ، ومناضلا قويا لا تلومه في الله لومة لائــم.