
فاس .. أمداح نبوية من التراث المغربي الأصيل بالسهرة الكبرى للمهرجان الوطني لفن السماع والمديح النبوي
انطلقت أمس الخميس بفاس، السهرة الكبرى الأولى من المهرجان الوطني لفن السماع والمديح النبوي في دورته الـ23 المنظمة تحت شعار “السماع من الزاوية إلى المجتمع الحديث”.
ويندرج هذا المهرجان، الذي تنظمه جماعة فاس إلى غاية 15 أكتوبر الجاري، بشراكة مع مؤسسة تراث المدينة، ومجلس جهة فاس – مكناس، في إطار سلسلة المهرجانات التراثية الكبرى، وترسيخ سياسة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها الجماعة. وتميزت السهرة الأولى بتقديم أمداح نبوية نهلت من التراث المغربي الأصيل، قدمتها مجموعة الذاكرين للمديح والسماع من الرباط ومجموعة دار السماع من مدينة فاس.
ويعرف المهرجان برمجة عدد من الأنشطة الروحية والفنية والفكرية والتربوية، من جلسات للسماع داخل الزوايا الصوفية للمدينة، وحفلات كبرى تحييها مجموعات وفرق مغربية متخصصة في الفن الصوفي العريق، بالإضافة إلى مباراة للحفظ والإنشاد وفق الأصول المغربية العريقة مفتوحة في وجه الشباب من سائر جهات المملكة. كما يتضمن برنامج هذه التظاهرة، تنظيم ندوة علمية تحت عنوان “السماع والمديح بين أصوله في الزاوية ومتطلباته في المجتمع الحديث”، سيشارك في تأطيرها نخبة من الباحثين والدارسين والممارسين.
وقال رئيس جماعة فاس، عبد السلام البقالي، في كلمة ترحيبية بالمناسبة، إن المهرجان يقدم صورة مشرفة عن حضارة فاس الغنية والعريقة وعن الحضارة المغربية بصفة عامة، ويجسد روحانية المغرب ونهجه سبيل الوسطية في الدين، وإيمانه بقيم المحبة والوئام بين عباد رب العالمين. وأضاف أن المهرجان يتزامن في نسخته الحالية مع موسم الولي الصالح المولى إدريس الأزهر، مؤسس مدينة فاس، وكذلك مع ذكرى مولد الرسول الكريم.
من جهته، قال عضو اللجنة الفنية بالمهرجان والباحث في التراث، عبد السلام الشامي، إن الدورة الحالية من المهرجان تؤكد استمرار هذه التظاهرة الفنية الأصيلة وقوتها منذ تأسيسها سنة 1997، والانطلاق في دورات المهرجان بدون توقف باستثناء سنتي الجائحة. وأضاف أن الدورة الحالية حاولت إشراك المدن العريقة المعروفة في مجال المديح والسماع من فاس، ومكناس، وتازة، والشاون، والرباط، حسب إمكانيات المهرجان، بالإضافة إلى الجمع ما بين السماع الصوفي والمديح النبوي. وأشار الشامي إلى أن الدورة الحالية أولت اهتماما كبيرا لدور الشباب من خلال إشراكهم في المجموعات الفنية التي تحيي السهرات الكبرى للمهرجان، في إطار الحرص على الحفاظ على تراث السماع والمديح وتلقينه للجيل الجديد. بدوره، سجل رئيس مجموعة الذاكرين للمديح والسماع بالرباط، والباحث في الإسلاميات والتصوف، محمد التهامي الحراق، أن هناك حاجة ماسة في الوقت الحالي لفن المديح والسماع لبعده الجمالي وبعده القيمي الأساسي. وأضاف أن الثقافة الروحية تعيد للإنسان إنسانيته، وللجمال بعده الروحي، وللمسلم هذا العنفوان الذي يصله بربه ونفسه وبالمحيط وبالطبيعية صلة أساسها المحبة.