
“نْقطة بنقطة يْحْمل الواد”..شتور يدعو إلى التوحد لمواجهة أزمة الماء، وعدم التهاون بإصلاح أصغر التسربات المائية
MCG24
يمكننا القول وبناء على تقارير المختصين، بأن المغرب تجاوز وللأسف مرحلة الإجهاد المائي إلى الندرة المائية في معظم الأماكن، خاصة الجنوبية الشرقية، وكون ارتباط حجم الساكنة والحركة الاقتصادية بالماء ارتباط وثيق، فلا عجب أن تعاني العاصمة الاقتصادية بدورها من توالي فترات الجفاف، حيث باتت تعيش ندرة المياه، مما اضطر جماعة الدار البيضاء باتخاذ قرار خفض صبيب الماء الصالح للشرب بنسبة 10 بالمائة في النهار، وبنسبة أكثر خلال الليل، بل إن عددا من المناطق بالدار البيضاء تعرف انقطاعات في الماء لمدة طويلة، وهنا نذكر بحد السوالم الذي يعيش انقطاعا الماء ليومين متتاليين، وبالرغم منذ ذلك فإن الكثير من المواطنين لا يأبهون لأزمة الماء التي يعيشها المغرب مؤخرا، والتي لم يكن من المتوقع أنها ستأثر حتى على المدن الساحلية، مما جعل هذا الواقع يأخذ النصيب الأكبر من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش المجيد.
مشاركة لنا في هذا المقال، اجرت الجريدة الالكترونية MCG24 اتصالا برئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك ممثلة في رئيسها السيد علي شتور، والذي ربط عملية الإنتاج بتوفر المياه الكافية، كما ذكر بالخطاب الملكي السامي الأخير بخصوص الماء:
“الكل يعلم أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومن ثمة الحاجة إلى المياه الكافية، وقد قدم الخطاب الملكي لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش، تشخيصا دقيقا لإشكالية الماء التي تزداد حدتها بسبب الجفاف، وتأثير التغيرات المناخية، والارتفاع الطبيعي للطلب، إضافة إلى التأخر في إنجاز بعض المشاريع المبرمجة في إطار السياسة المائية، فمعدل النمو السكاني والصناعي يمكن أن يكون مهدداً للأمن المائي إن لم تتوافر المصادر المائية لتقابل مستويات الحاجيات من هذه المادة الحيوية.”
وتابع السيد شتور في حديثه للموقع الالكتروني MCG24 حول دور وواجب المواطن إزاء هذه الأزمة “نحن كأفراد لدينا مسؤولية المساهمة في حلّ هذه المشكلة أو على الأقلّ التخفيف من وطأتها، كونها أزمة تهدّد كلّ منّا بشكل مباشر، فشح المياه العذبة أصبح قضية تؤرق العالم… فبإمكاننا أن نبدأ بترشيد استهلاكنا للمياه داخل المنزل بعدم الاسراف وذلك بتغيير أساليبنا الخاصة في استخدامنا للمياه من خلال فتح وإغلاق صنبور المياه خلال الشرب أو التنظيف او الاستحمام، ومن الأفضل استخدام وعاء لغسل الأواني أو الخضر مثلا، ثم حفظ تلك المياه لاستعمالها في المرحاض على سبيل المثال”
ودعت الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك المنضوية تحت لواء الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، كل المواطنين إلى ضرورة إصلاح كل التسربات المائية، وعدم التهاون في تعديلها بالرغم من قلة القطرات التي تتسرب منها، لأنه وعلى حد تعبير المتحدث “علينا أخذ العبرة بحكم اجدادنا، نْقطة بنقطة يْحْمل الواد..
وواصل شتور قائلا: “في المجال الزراعي يجب تجنب استعمال الرشاشات أو الخراطيم لأنها تستهلك كمية المياه نفسها التي تستخدمها عائلة مؤلّفة من أربعة أشخاص خلال ساعة، لذا من الأفضل استخدام الري بالتنقيط دون سواه خلال هاته الفترة الصعبة كطريقة لترشيد المياه.. كما يجب على الجهات المسؤولة وبشكل عاجل اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات من أجل ترشيد استهلاك الماء والحفاظ عليه في ظل الوضعية المائية الصعبة التي يمر بها المغرب وارتفاع الضغط على الموارد المائية وسط توالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات.”
وطالب شتور السلطات بتكليف المصالح التقنية المختصة للقيام بإصلاح الأعطاب والتسربات على مستوى قنوات توزيع الماء الصالح للشرب على الأحياء والدواوير، ومنع ملء المسابح العمومية والخصوصية إلا مرة واحدة في السنة، وتجهيزها بمعدات التدوير الضرورية، وتنظيم أنشطة محطات غسل السيارات.
ودعا المتحدث إلى تفعيل شرطة المياه وتعزيز عمل اللجان المكلفة بمعاينة وضبط مخالفات الاستغلال المفرط للموارد المائية، مع تطبيق العقوبات القانونية في حق المخالفين.
وذكَّر شتور بدور التحسيس والإعلام في توحيد الصف لمواجهة الأزمة: ” يجب حت المؤسسات العمومية والاعلام التلفزي والإذاعي والورقي والإلكتروني وجمعيات المجتمع المدني، و جل المتدخلين في مجال توزيع الماء على القيام بحملات تحسيسية للتوعية في أماكن الاصطياف والمخيمات الصيفية والفنادق السياحية والشوارع وجميع المرافق، وكذلك في المؤسسات التعليمية خلال الدخول الدراسي القادم بأهمية الاقتصاد في استعمال وترشيد الماء وحماية الموارد المائية.
عسى الله بطلاقة قدرته وكماله المطلق، ورحمته الواسعة أن يغيثنا بأمطار الخير قريبا بمشيئته تعالى.