مبادرة شبابية رقمية لمواجهة انتشار الكلاب والقطط الضالة بالمغرب
في ظل تزايد النقاش المجتمعي حول ظاهرة الكلاب والقطط الضالة في المغرب، برزت خلال الآونة الأخيرة مبادرة رقمية أطلقها أحد الشباب المغاربة، تسعى إلى تقديم مقاربة جديدة لمعالجة هذا الملف من منظور تشاركي وإنساني. التطبيق الرقمي، الذي يحمل اسم “Pet & Me”، يعتمد على مساهمة المواطنين في التبليغ عن تواجد الحيوانات الضالة، وتوفير معطيات دقيقة تسهّل عمليات التدخل.
ويقوم التطبيق على تقنية التصوير الميداني المرتبط بتحديد المواقع الجغرافية، حيث يتيح للمستخدمين إرسال صور ومعلومات حول أماكن تواجد الكلاب أو القطط الضالة، إلى جانب تقدير عددها. هذه المعطيات يتم تجميعها ضمن قاعدة بيانات تُوضع رهن إشارة الأفراد والجمعيات والسلطات المحلية، بغرض التدخل في الوقت المناسب، سواء من خلال تقديم المساعدة للحيوانات أو التعامل مع الحالات التي قد تشكل خطراً على السلامة العامة.
كما يوفر التطبيق خصائص أخرى، من بينها التبليغ عن الحيوانات المفقودة، والبحث عن أقرب المصالح البيطرية الاستعجالية، فضلاً عن إمكانية الإبلاغ عن حالات تشكّل تهديداً مباشراً، ما يتيح للجهات المختصة التحرك في أسرع وقت ممكن.
وتأتي هذه المبادرة في سياق وطني يعرف تزايداً في عدد الحوادث المرتبطة بالحيوانات الضالة، والتي أثارت في مناسبات متعددة قلقاً واسعاً في صفوف المواطنين. وكان من أبرز هذه الحوادث ما وقع بإقليم خنيفرة سنة 2024، حيث تعرّض عدد من التلاميذ لهجمات من طرف كلاب ضالة أثناء توجههم إلى المدرسة، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة النقاش حول فعالية السياسات المتبعة في تدبير هذا الملف.
وتسعى هذه المبادرة الشبابية إلى المساهمة في البحث عن حلول بديلة، تقوم على إشراك المواطن في رصد الحالات والتفاعل معها، مع الحفاظ على البُعد الإنساني في التعامل مع الحيوانات، بما يوازن بين متطلبات السلامة العمومية واحترام حقوق الكائنات الحية.
