أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الملحون المغربي – الحلقة الثامنة عشر

إعداد : د. منير البصكري – أسفي

ويستمر شاعر الملحون في تعداد مظاهر وتجليات الثقافة الإسلامية في قصائده ، وكيف يمكن الإحاطة بها ، لأن التعرف إليها والعمل بمقتضياتها ، سيجنب الإنسان الوقوع في الرذائل يقول شاعر الملحون الأزموري في هذا السياق :
والظلم اقوى واحقوق لعباد ندست بقـــــــــــــــــــدام
واغفلنا عل لحساب مع لعقاب وقصاص الميـــــــــزان
ولا استحيينا واحشمنا من فعلن للعــــــــــــــــــــــلام
ومن اخلفنا لهوى والنفس ولا بعدنا شيطــــــــــــــــــان
تمادينا فالنميما ولا انهينا ذا المنكــــــــــــــــــــــــــــــار
ما وفينا لعهود ولا افعال تمحــــــــــــــــــــي ازلالا
ما استرنا اعيوب الناس ولا احفظنا حق الجــــــــــار
حتى ابقينا سفر اليدين غارقين فالاوحــــــــــــــــــــــال
ما احسنا لخلاق مع لعباد غير القيل والقــــــــــــــــال
فطاعت الله اغفلنا والصلاح درناه فلمهـــــــــــــــان
هايمين فدنيت لغرور لا فضل ولا راس المـــــــــال
ما تبعنا ناس هل الدين نبهنــا للإيمــــــــــــــــــــــان
وتبعنا دعايات البلشفيك وصحــــاب هل المــــــــــال
ابقينا لا هادي ولا ديك مثيل هـــــايم فالاقفــــــــــــــار
هكذا راد المولى في اقضاه مــا لنـــــا اختيــــــــــــــار
الخير كله في ما اقضى المولـــــــى فا حكـــــــــــــــام
إذا قضـى الله أمر فاستسلــم لقـدرت الــــقهــــــــــــــار
ما ايليــك قـوة ولا حـول غير تخضــع أمـــــــــــــــامه
لكن إذا ضاقت الامــور كـن امتيقـــن ببشــــــــــــــــــار
إن بعد العســـر يســر هكــــــــــذا فازمــــــــــــــــــــام ..
لنلاحظ جيدا كيف تفاعل شاعر الملحون مع مختلف مظاهر الثقافة الإسلامية خاصة في بعدها الخلقي ، ذلك أن الإنسان في رسالة الإسلام ، موضوع وغاية ، فهي توليه من العناية وتتوجه إليه بالتكاليف التي تطهره وتزكيه ، وتربي عنده قيم الحق ، وتمنحه قسطا وافيا من العلم الهادي ، وتلبسه ثوب الحكمة ، حتى يشرف على كل المخلوقات ، ويحلق في آفاق الكمالات ، خليفة عن الله ، عبدا له دون سواه . يقول عز وجل : ” لقد من الله على المومنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ..” فما أجدر الإنسان أن يتوجه إلى ربه بالعبودية ويطرح الغرور والتعالي ويبني الحياة على دعائم الحق والخير .