شبكات الجيل الخامس.. حافز لتطوير الابتكار المغربي

أكد مدير التسويق الاستراتيجي بشركة “هواوي المغرب” شكيب عاشور أن شبكات الجيل الخامس لا تقتصر على المساهمة في التحسن البسيط لشبكات الهاتف المحمول، بل تشكل حافزا لتطوير الابتكار المغربي.

وقال عاشور ، في حديث “إنه في حال استخدام محدد في مجال التكنولوجيا الزراعية التي تجمع بين التقنيات الرقمية والزراعة وتم تطويرها من خلال نظام إيكولوجي للمقاولات الناشئة المغربية، ستشكل، لا محالة، فرصة تكنولوجية غير مسبوقة لتطوير ابتكار مغربي سيادي والتطلع إلى مستوى جديد من التطور والنمو”.

وأشار السيد عاشور إلى أنه “يمكن أن تقدم شبكات الجيل الخامس إجابات ملموسة حول الاشكالات المرتبطة بالجفاف من خلال تدبير ذكي لاستهلاك المياه المسمى -السقي الذكي-“، مشيرا إلى أن شبكات الجيل الخامس ستسمح أيضا بالنقل السريع للمعطيات إلى سحابة التخزين حتى تتمكن التحليلات ، في الوقت الفعلي والتواصل بين الآليات ، من تبسيط العمليات الفلاحية وأتمتتها.

وأوضح، في هذا الصدد، أنه في مجال التكنولوجيا الفلاحية الذي يشكل تحديا للمغرب، فإن تكنولوجيا الجيل الخامس، والسحابة، والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، تتيح تدبيرا في حالة السقي، من خلال وضع أجهزة استشعار في التربة لالتقاط وجمع البيانات لقياس رطوبة التربة والتوصيل الكهربائي وملوحة المياه ودرجة حرارة التربة.

وأبرز المسؤول أن “هذه البيانات التي تم جمعها بواسطة أجهزة الاستشعار، يتم نقلها عبر شبكة الجيل الخامس وإرسالها إلى منصة سحابية سيمكن للشركات المغربية استخدامها لتدبير السقي الآلي والحصول على كمية المياه اللازمة بالضبط”، مشيرا إلى أن حالة الاستخدام هذه تمكن من الحصول على إنتاج مثالي واقتصاد المياه بنسبة تزيد عن 60 بالمائة.

كما تجعل تقنية الجيل الخامس ، يضيف المتحدث ، مجموعة من حالات الاستعمال أمرا ممكنا ، لا سيما المتعلقة بصناعة المستقبل للتحكم عن بعد في الأدوات الصناعية، خاصة في مجالات صناعة السيارات والفلاحة والطاقات والمدن الذكية أو النقل.

وأشار أيضا إلى أن إسهام تكنولوجيا الجيل الخامس يكمن في تطبيقات الاستخدام القائمة على هذه التقنية، والتي يمكن تسخيرها لخدمة المواطنين، كما هو الحال بالنسبة للتطبيب عن بعد خلال جائحة (كوفيد-19).

وبعد أن أوضح أن هذه التكنولوجيا تشكل الجيل الخامس من معايير الهواتف النقالة التي تخلف الجيل الرابع، اعتبر أن هذه التكنولوجيا الحديثة المبتكرة لا تقتصر على ربط المواطنين بل أيضا المجتمعات.

واستعرض عاشور نقاط قوة هذا الجيل الجديد من الشبكات، مبرزا أنه يتسم بصبيب عال، وتقلص زمن الاستجابة، بأقل من جزء واحد من الألف من الثانية (م ل ي ثانية) مما يمكن من إدارة عمليات عن بعد، في الوقت الفعلي، كما يتميز بالربط المكثف، أي قدرة الجيل الخامس على تدبير مليون جهاز متصل في فضاء مساحته كيلومتر مربع.

وأضاف أن هدف الجيل الخامس يتمثل، إذن، في إتاحة تدبير أفضل للشبكات الكهربائية الذكية، وتشجيع انبثاق وتطور الفلاحة الذكية وأيضا صناعة المستقبل، أي الانتقال من الصناعة المعتمدة على الروبوت إلى الصناعة 4.0.

وبشأن نشر تكنولوجيا الجيل الخامس بالمغرب، أكد الخبير أنه ، وعلى غرار الأجيال السابقة ، فإن هذه التكنولوجيا الحديثة تشكل شبكة سيتم نشرها بشكل تدريجي على مستوى التراب الوطني، وأيضا على الصعيد العالمي.

وأوضح ، في هذا السياق ، أن نشر هذه التكنولوجيا يمكن أن يتم على عدة مراحل، ويتطلب شبكة ألياف بصرية شاسعة، مع مواصلة استخدام نواة شبكة الجيل الرابع.