ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 101

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

السيد محمد كراوي الأستاذ المبرز والعامل المقتدرلجلالة الملك الحسن الثاني:
يقول تعالى: “والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء، كل امرئ بما كسب رهين” سورة الطور .
ويقول أحد الشعراء :
عهود من الآبا توارثها الأبنا بنوا مجدها لكن بنوهم لها أبنى ..
من هذا المنطلق، أتحدث عن آل كراوي بأسفي، وهي أسرة عرفت بحسن السمت والسيرة. يقول عنها الفقيه الكانوني في كتابيه: “جواهر الكمال في تراجم الرجال”
و”أسفي وما إليه” أن “أوليتهم من عرب الرحامنة من المعقل ثم من عرب سلام.. يقال إن سلفهم قدموا مع المولى محمد بن عبد الله لأسفي” مضيفا أن: “من أعيانهم الفقيه العلامة المفتي السيد أحمد المدعو حيدة بن عبد الله بن المهدي بن عبد السلام كراوي أحد أفراد البعثة التي أرسلها المولى عبد الرحمن لأوربا لأخذ الهندسة.. ثم أخوه الناظر الأجل السيد المهدي بن عبد الله كراوي، تولى النظر في أوقاف المساجد.. والتاجر الشهير المثري السيد أحمد بن محمد بن الحاج المحجوب بن المهدي كراوي أحد أعيان المشاهير وذو الثروة واليسار.. توفي سنة 1342 ه عن ولديه الشهيرين السيد محمد خليفة باشا أسفي والسيد الحاج عبد الله أحد مشاهير التجار، ومن أعيانهم التاجر الشهير السيد عبد الرحمن بن محمد بن الحاج المحجوب أحد أعيان التجار .. كان ذا بخت في التجارة ومعرفة بإدارتها.. توفي سنة 1328 ه عن ولديه الأديبين السيد محمد والسيد المهدي..”
حين يكون لهذه الخصوصيات إمكان الامتداد والتواصل بفعالية وتأثير، يقع التأصيل وعن طريقه يتحقق استمرار الأصالة وتجديدها.. فليس غريبا أن تستمر أسرة كراوي في إنجاب أبناء تسنى لهم بنبوغهم وجدهم واجتهادهم أن يحققوا النفوق والتمي ، وأن يرفعوا عاليا رأس مدينة أسفي والمغرب كله ، مما يدعو إلى الفخر والاعتزاز.
لذلك، نخص حلقة اليوم للحديث عن واحد من آل كراوي بأسفي، يتعلق الأمر بالسي محمد بن السي عبد السلام كراوي أبقاه الله ممتعا بالصحة والعافية.
هو من مواليد مدينة أسفي عام 1941 بزنقة المنار الكبير داخل أسوار المدينة العتيقة بالدار رقم 39 حيث مكث بها إلى حدود 1956، احتفظ طيلة هذه المدة بذكريات طيبة بين أحضان والديه اللذان قدما له كل الدعم والرعاية الأبوية والتربية المتوازنة .. من هذه الذكريات حديثه عن باب الشعبة ووجود “دادا مايو”، وتل الفخارين وما يجمع من فنانين مبدعين في مجال الفخار في طليعتهم بوجمعة العملي، ثم حديقة جنان فسيان وروائع أشجارها وورودها وأزهارها .. وكذا ملعب التنيس والسباحة بشاطئ المدينة وفريق كرة القدم “اليوساس” وكان يضم أمهر اللاعبين مغاربة وأجانب، وضمن هؤلاء يذكر الفرنسي “أسلانيس” واليهودي المغربي “بريدعة” كحارس لمرمى الفريق المذكور.
في أكتوبر من عام 1947، التحق بمدرسة مولاي يوسف، حيث درس على يد أساتذة نذكر منهم السيد بلحسن المدرس المقتدر الذي وافته منيته إثر مرض لم ينفع معه علاج، مما ترك أثرا بليغا في نفسية السي محمد كراوي.. كما كان من بين أساتذته السيد أحمد عاشور والسيد محمد فرحات، إلا أن أغلب الأساتذة كانوا من الفرنسيين. بعد حصوله على الشهادة الابتدائية واجتياز مباراة الدخول إلى القسم السادس، كان أمامه اختياران، إما التوجه إلى مراكش لمتابعة الدراسة بثانوية محمد الخامس، أو تلقي دروسا تكميلية بأسفي (من عام 1953 إلى 1956) وذلك لعدم وجود أقسام الثانوي بالمدينة في تلك الفترة .. فاختار التوجه إلى مراكش صحبة أخيه السي عبد اللطيف، لكن سرعان ما غير رأيه ليعود إلى أسفي واستكمال دراسته هناك . بعد ذلك ، تمكن مع ثلة من زملائه من الحصول على .Certificat d’arabe classique.و. Brevet d’arabe classique
وبفضل الجهود الحثيثة التي كان يبذلها معهم الأستاذ عبد القادر بلحنش مدرس اللغة العربية والترجمة. بعد مرحلة الأقسام التكميلية بأسف ، سيلتحق السي كراوي من جديد بثانوية محمد الخامس بمراكش عام 1956 كتلميذ داخلي إلى جانب أخيه السي عبد اللطيف والسي عبد الله فلكي. ومن بين الأساتذة الأسفيين الذين درس على يدهم بالثانوية المذكورة، السي مقدم الذي كان يدرس مادتي الفيزياء والكيمياء.
يتبع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض