H.TECH

الصين.. تكنولوجيا الجيل الخامس عامل رئيسي في تحول المشهد الإعلامي

تواصل شبكة الجيل الخامس “5G” تحقيق إنجازات غير مسبوقة في الصين، لتنعكس على كافة مناحي الحياة في هذا البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم.

ولا يستثنى من هذه المجالات قطاع الإعلام الذي يوجد في صلب التحولات التي تعرفها البلاد، وذلك بالنظر إلى أن المهنيين يواجهون باستمرار رهان التكيف مع التقنيات الجديدة لتقديم منتوج ينسجم مع هذا الواقع الجديد.

وكان موضوع الجيل الخامس حاضرا بقوة في منتدى دولي استضافته، مؤخرا، مدينة هاربين التي تعد مركزا صناعيا في شمال شرق الصين، حيث انكب الخبراء على مناقشة الامكانات التي تتيحها شبكة الجيل الخامس لإنتاج محتوى أكثر تفاعلا وتأثيرا.

وفي هذا الإطار، أكد الخبراء أن جهود الصين لإنشاء أكبر شبكة للجيل الخامس تشكل أساس تطوير حلول مبتكرة لاستخدامها في التواصل الجماهيري.

وأوضح دو زانيوان، رئيس مجموعة الصين الدولية للنشر، أن الثورة التكنولوجية التي أتاحتها شبكة الجيل الخامس، أضحت قوة دافعة لإعادة تشكيل المشهد الإعلامي وعبرها الرأي العام.

واعتبر أن الخطوات المنجزة من طرف الصين في مجال تطوير البنية التحتية للمعلومات، تضع البلاد في مكانة تمكنها من التأثير على توجهات التواصل على مستوى العالم.

ووفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، في شهر يونيو الماضي، فإن شبكة الجيل الخامس بالصين، تتوفر على 1.85 مليون محطة، و455 مليون مشترك في خدمة الهاتف المحمول.

ويحرص القادة الصينيون، في إطار استراتيجيتهم لتطوير الصناعة، على أن تكون وسائل الإعلام من بين القطاعات الأولى المعنية بالتحول عبر شبكة الجيل الخامس، فالهدف واضح، تحقيق التأثير الأكثر إيجابية والأوسع نطاقا على جميع القضايا، بما في ذلك قضية التنمية داخليا، والترويج لصورة الصين الجديدة المنفتحة على العالم .

من جانب آخر، وفر التطور الكبير لشبكة الجيل الخامس بالصين، أرضية خصبة لانتشار تطبيقات التواصل الاجتماعي.

ويعتبر تطبيق “ويتشات” الأكثر شعبية، ويعرف بين المستعملين الصينيين باسم “ويكسين”، والتي تعني الرسائل القصيرة باللغة الصينية، ويتميز تطبيق “ويتشات” بمميزات مماثلة لتلك المتوفرة بتطبيق “واتساب”، فحسب إحصائيات سنة 2022 يستعمل التطبيق الصيني “ويتشات” أكثر من 1.24 مليار مستخدم، ويوجد مقره الارئيسي بالصين، ويتمتع بكونه يتيح خدمات أكثر تنوعا لمستخدميه، كإرسال النصوص والصور ومقاطع الفيديو، إضافة للخدمات الصحية وحجز ودفع رسوم وسائل النقل العامة.

وتجاوزت شعبية التطبيق الأفراد والشركات، لتصل إلى الحكومة التي تستخدم بدورها التطبيق الخاص بالاتصالات الداخلية والعامة، الذي طورته شركة الإنترنت الصينية العملاقة “تينسنت”.

بدورها، لم تفوت وسائل الإعلام التقليدية الفرصة للانخراط في هذه الموجة المتصاعدة، حيث أن صحيفة “تشاينا ديلي” نجحت في فرض مكانتها كأكثر يومية تصدر باللغة الإنجليزية متابعة في البلاد منذ إطلاقها سنة 1981، من خلالها استغلالها الأمثل لهذه التكنولوجيا الجديدة، وهو ما مكنها من زيادة عدد قراءها إلى أكثر من 400 مليون.

واستطاعت الصحيفة الانتشار على المستوى الدولي بفضل الاستخدام المتزايد لهذه التكنولوجيا الجديدة، والحصول على أكثر من 36 مليون قارئ من 180 دولة قاموا بتنزيل تطبيق الصحيفة بين سنتي 2021 و 2022، ولا سيما أولئك الذين يهتمون بأخبار الصين ومنطقة شرق آسيا.

وتمتلك “ديلي شاينا” أيضا حسابات تحظى بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “سينا ويبو” و “ويشات” و”فايسبوك و “تويتر” حيث بلغ عدد متابعي الصحيفة على موقع “فيسبوك” الى غاية أبريل 2022، 104 ملايين متابع، فيما بلغ العدد على “تويتر” 4.25 ملايين.

وأكد “سون شانغوو”رئيس تحرير صحيفة “ديلي شاينا”، إنه بفضل ثورة شبكات الجيل الخامس، فإن المنشورات تحظى بفرصة أكبر للانتشار وهو ما يساهم في تحفيز الابتكار في قطاع الاتصال.

وتوظف “ديلي شاينا” التكنولوجيا الرقمية للترويج لمنتجاتها وجعل المحتوى أكثر تفاعلا ومرئيا على نطاق واسع، وذلك ليس فقط للتواصل محليا ولكن مع العالم.

ويرى “شانغوو” أن “معدل نقل المعلومات في عصر شبكات الجيل الخامس، يعني أن مقاطع الفيديو ستحل محل النص باعتباره الشكل الأساسي للتواصل”، مضيفا أن شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي ستستمر في إعادة تشكيل الوسائط، المدعوة باستمرار إلى أن تكون أكثر ذكاء وترابطا واستباقية.

وعلى غرار صحيفة “تشاينا ديلي”، اقتحمت جميع وسائل الإعلام الرئيسية تقريبا في الصين، مثل القناة الإخبارية العامة “السي سي تي في”، عالم شبكات الجيل الخامس لمواكبة الوضع الجديد، والاستمرار في كونها جزءا من عملية الانفتاح الواسعة التي أطلقتها القوة الاقتصادية العالمية الثانية، الباحثة عن مزيد من النفوذ.

ويعتقد “دو زانيوان” رئيس مجلس إدارة مجموعة الصين الدولية للنشر، أن البنية التحتية للمعلومات كانت دائما عاملا رئيسا في التواصل الدولي، حيث أن الدولة التي تمتلك تكنولوجيا الاتصالات الأكثر تقدما يمكنها التأثير على التواصل العالمي.

ويرى الخبراء أن الصين التي تواصل أخذ زمام المبادرة في هذا المجال، تبدو في طريقها إلى تعزيز موقعها على ساحة الاتصالات الدولية بما يتماشى مع مكانتها على الصعيد العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض