
مونديال 2022: “العنابي” يسقط في امتحان الرهبة في باكورة مشاركته
سقط المنتخب القطري في امتحان الرهبة في أول مشاركة له في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بخسارة مخيبة أمام الاكوادور صفر-2 الأحد على استاد البيت.
وباتت قطر اول دولة مضيفة تخسر مباراتها الافتتاحية في تاريخ النهائيات.
وكان بطل آسيا عام 2019 يمني النفس بأن يدخل التاريخ من خلال تحقيق الفوز في بداية مشواره، ليعزز من حظوظه في بلوغ الدور الثاني، لكن التوتر والشد العصبي بديا واضحين على اداء لاعبيه الذين وقفوا تائهين على ارضية الملعب، خصوصا الحارس سعد الشيب مطلع المباراة.
كانت خطوطه غير مترابطة ولم يشكل خطورة على مرمى الاكوادور طوال الشوط الاول باستثناء رأسية مهاجمه المعز علي في الثواني الاخيرة منه.
وكان المنتخب القطري حصل على استعداد رائع لموندياله على مدى السنوات الاخيرة لا سيما بانه يضم في صفوفه معظم افراد منتخب تحت 19 عاما الذي توج باللقب الآسيوي بقيادة المدرب الحالي فيليكس سانشيس عام 2014، قبل ان تتم ترقيته الى المنتخب الاول.
لكن على الرغم من التتويج القاري ومحاولة الاتحاد القطري ارسال بعض اللاعبين إلى أوروبا لخوض تجربة احترافية، ثم المشاركة في كوبا اميركا والكأس الذهبية وتصفيات اوروبا المؤهلة الى هذا المونديال من دون ان تحتسب نقاطه فيها، لم تكن النتائج على قدر الآمال الموضوعة عليه، علما انه خضع لمعسكر تدريبي طويل الأمد في الاشهر الستة الاخيرة.
النتيجة جعلت وضعية قطر صعبة لتخطي الدور الاول لا سيما بأنها تخوض مباراتين صعبتين مع السنغال بطلة افريقيا، وهولندا التي تحقق نتائج لافتة باشراف مدربها لويس فان خال. باتت تواجه خطر الخروج من دور المجموعات كما فعلت دولة مضيفة وحيدة قبلها هي جنوب افريقيا التي استضافت اول نهائيات في القارة السمراء عام 2010.
قدم لاعبو المنتخب القطري عرضا سيئا للغاية في الشوط الأول، حيث بدت خطوطه غير مترابطة اطلاقا وتميزت تمريرات لاعبيه بعدم الدقة، قبل ان تتحسن الامور نوعا في الثاني لكن من دون ان يشكل اي خطر حقيقي على مرمى المنافس.
اعترف سانشيس بان الضغط كان كبيرا على اللاعبين وقال بعد الخسارة “لم نقد م افضل ما لدينا، ربما بسبب التوتر، لم تكن البداية جيدة لا بل كانت سيئة وتلقى مرمانا هدفين. نعم ثمة امكانية للتحسن، لم نتميز بالدقة بالنسبة الى التمريرات، لم نستطع تمرير الكرة اكثر من اربع مرات تواليا، الناحية الدفاعية مليئة بالثغرات”.
واضاف “بطبيعة الحال، لم تكن هذه النتيجة المنشودة، علينا تحليل المباراة ونركز على المقبلة وننسى ما حصل اليوم ونستقي الدروس”.
وكان لسان حال مهاجم العنابي المعز علي الذي قاد منتخب بلاده الى احراز بطولة اسيا عام 2019 وتوج هدافا لها بتسعة اهداف بقوله “بدأنا اول ربع ساعة مرتبكين وارتكبنا أخطاء اثرت على مجريات المباراة. يجب ان نتعلم من تلك الأخطاء. يجب تغيير الصورة وعلينا الاستمرارية على مستوى الشوط الثاني وباكثر حماس وقدرة بالوصول على مرمى الخصم”.
اعترف قائد المنتخب المخضرم حسن الهيدوس بتوتر زملائه بقوله لوسائل الاعلام “رهبة كأس العالم أثرت على الفريق في الربع ساعة الأول من المباراة، وتباعدت خطوط الفريق عن بعضها بعض ا، قبل أن نعود في المباراة في الشوط الثاني ولكن بعدما تلقت شباكنا هدفين”.
وتابع الهيدوس “من الممكن أن نكون قد وقعنا تحت ضغط، لكن نحن من وضعناه على أنفسنا في ظل رغبتنا الكبيرة وإصرارنا على تحقيق نتائج إيجابية في البطولة التي تقام على أرضنا”.
وعلقت الصحف المحلية على خسارة العنابي فقالت “الوطن” تحت عنوان عريض في صدر صفحتها الرياضية “منتخبنا يغيب عن “الافتتاح”، موضحة “دفع منتخبنا الوطني ثمن دخوله الضعيف في المباراة”.
وبحسب الصحيفة “خسر منتخبنا الوطني (..) في مواجهة كان المنافس فيها الأفضل من جميع الجوانب أمام منتخبنا الذي لم يكن في أفضل حالاته، بل لم يكن في مستواه المعهود، ويبدو أن ثقل المسؤولية وضغوط المونديال والافتتاح قد شكلت عائقا للأداء لجميع اللاعبين”.
اما صحيفة “قطر تريبيون” بالانكليزية فوصفت البداية بـ”الكارثية” وانتقدت “توتر” حارس المرمى سعد الشيب.
أما “غالف تايمز” فقالت “كانت المهمة صعبة لقطر، لكن الطريقة التي انهار فيها المنتخب امام الاكوادور احبطت المشجعين المحليين”.
وحدها نتيجة لافتة امام السنغال يوم الجمعة المقبل من شأنها ان تمحو خيبة امل مباراة الافتتاح.