أخبار دولية

الإعصار “تاوكتاي” يضرب الهند ويخلف 21 قتيلا ويفاقم معاناة البلاد جراء فيروس كورونا

ضرب إعصار “تاوكتاي” العنيف الاثنين مناطق غربي الهند وسواحل ولاية غوجارات ما تسبب في قطع الكهرباء وسقوط 21 قتيلا وعشرات المفقودين. وفاقم الفيروس جراح البلاد التي تعاني كارثة فيروس كورونا الذي يودي بحياة الآلاف يوميا. وأغلقت سلطات مدينة مومباي الميناء بعد أن وصلت سرعة الرياح إلى 185 كم/ساعة واقتلعت الأشجار وأعمدة الكهرباء وأبراج الهواتف الخلوية.

لقي 21 شخصا على الأقل حتفهم واعتُبر 96 في عداد المفقودين الثلاثاء بعدما اجتاح إعصار تاوكتاي العنيف مناطق غربي الهند، وهو أحد الأعاصير القوية التي يتزايد عددها في بحر العرب والتي نسبت إلى التغير المناخي، ما فاقم معاناة ملايين الأشخاص وسط موجة كارثية من فيروس كورونا.

وانقطعت الكهرباء عن مئات آلاف الأشخاص بعد أن ضرب الإعصار تاوكتاي سواحل ولاية غوجارات مساء الاثنين.

ووصل الإعصار ترافقه رياح تصل سرعتها إلى 185 كلم بالساعة، اقتلعت الأشجار وأعمدة الكهرباء وأبراج الهواتف الخلوية. وشق طريقه إلى مناطق داخلية فيما ضعفت قوته قليلا.

واجتاحت أمواج عاتية سفينة دعم تخدم منصات النفط قبالة سواحل مومباي ما أدى إلى غرقها. وأعلنت البحرية الهندية الثلاثاء أن 96 شخصا من بين 273 كانوا على متنها في عداد المفقودين.

وأكدت وزارة الدفاع إنقاذ 177 شخصا من السفينة وتوقعت مواصلة العمليات خلال النهار في “ظروف بالغة الصعوبة في البحر”.

في مناطق أخرى أعلنت وفاة شخص الثلاثاء ما يرفع الحصيلة إلى 21 قتيلا على الأقل، بينما دمرت الرياح العنيفة منازل متهاوية وحولت عدة طرقات إلى أنهر.

وعلى الرغم من كونه أعنف إعصار يضرب المنطقة منذ عقود، إلا أن تحسن قدرات الأرصاد في السنوات الأخيرة سمح بالاستعداد بشكل أفضل للكارثة، وتم إجلاء أكثر من 200 ألف شخص من منازلهم في مناطق خطرة.

وأغلقت سلطات مومباي الاثنين المطار لبضع ساعات وحضت الناس على البقاء في منازلهم فيما كانت الأمواج العاتية تضرب ساحل المدينة.

كارثة كوفيد

وتهدد الظاهرة الجوية العنيفة بمفاقمة الصعوبات التي تواجهها السلطات في الهند للحد من ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا الذي يودي بأكثر من أربعة آلاف شخص يوميا ويدفع بالمستشفيات إلى حافَة الانهيار.

ونقلت سلطات بومباي نحو 600 من مرضى كوفيد في مستشفيات ميدانية إلى “أماكن أكثر أمانا”، فيما ارتفعت أمواج البحر إلى ما يصل لثلاثة أمتار قرب منطقة ديو الساحلية.

كما أجلت السلطات في غوجارات جميع مرضى كوفيد-1 من المستشفيات الواقعة ضمن نطاق خمسة كيلومترات من الساحل.

لكن مصابا بفيروس كورونا توفي في بلدة ماهوفا بعد تعذر نقله قبل وصول العاصفة، بحسب أطباء.

وتبذل السلطات أيضا جهودا حثيثة لضمان عدم انقطاع الكهرباء عن المستشفيات الـ140 تقريبا المخصصة لمرضى الوباء، والمنشآت الـ41 لانتاج الأكسجين في المنطقة.

وقال الوزير الأول في حكومة الولاية فيجاي روباني للصحافيين إن أكثر من ألف مستشفى لمرضى كوفيد في بلدات ساحلية زُودت بمولدات كهرباء.

وعلقت الولاية عمليات التلقيح ليومين. كذلك علقت بومباي التطعيم ليوم واحد.

ضربة مزدوجة مروعة

وقالت المنظمة الإنسانية إنها بصدد مساعدة السلطات على إجلاء الناس الأكثر عرضة للخطر في مناطق ساحلية وتوفير إسعافات أولية وأقنعة واقية، داعية إلى “التقيد بتدابير أخرى ضرورية لمنع انتشار كوفيد-19”.

في أيار الماضي قضى أكثر من 110 أشخاص عندما اجتاح الإعصار أمبان شرق الهند وبنغلادش مدمرا قرى ومزارع وحارما ملايين الأشخاص من الكهرباء.

شهد بحر العرب في السابق أعاصير أقل شدة مقارنة بخليج البنغال لكن ارتفاع درجات حرارة المياه الناجم عن الاحتباس الحراري بدل الوضع، بحسب روكسي ماثيو كول من المعهد الهندي للأرصاد الجوية الاستوائية لوكالة الأنباء الفرنسية.

وأضاف أن تأثير ذلك يظهر في كل مكان، فقد طلبت سلطات نيبال في جبال الهيمالايا على بعد قرابة ألفي كلم عن غوجارات، من متسلقي الجبال الامتناع عن ممارسة هذا النشاط.

لكن أكثر من 200 متسلق تجاهلوا التحذير وتوجهوا نحو إيفرست بهدف الوصول إلى القمة نهاية هذا الأسبوع، حسبما أعلن مسؤول حكومي.

وقال داوا ستيفن شيربا من الشركة المنظمة “إيجيان تريكينغ” “كنت قد قررت انتظار الوصول إلى القمة لما بعد 24 من الشهر لأن الرياح القوية كانت في منطقتنا. الآن الإعصار يحمل الرطوبة وربما الثلج معه”.

ويتوقع أن يترافق الإعصار مع أمطار غزيرة في مناطق تصل إلى نيودلهي، أي على بعد أكثر من 1200 كلم عن ساحل غوجارات، وإلى أوتارخند على حدود الهيملايا مع التيبت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض