صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 25

 إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

الفقيه الحاج عبد الرحمان  بن أحمد بن الحاج بن عبد الله بنحيدة :
   ترصد الذاكرة مع نطفة البدايات علاقة الصداقة المتينة التي كانت تربط الحاج عبد الرحمان بنحيدة بوالدي الحاج محمد الفيلالي البصكري رحمه الله. فقد كانت بينهما آصرة قوية، تقول بعمق الرباط وعمق الارتباط من خلال تبادل التقدير والاحترام بين الرجلين. ومن حفريات ذاكرتي، اكتشاف الحاج عبد الرحمان للتلميذ منير الفيلالي البصكري وهو بصدد حفظ كتاب الله في كتاب الزاوية المصلوحية بالمدينة العتيقة، بعد أن وقف شخصيا على مؤهلاتي في اللغة العربية، بالإضافة إلى سلامة الإلقاء.. لذلك، لم يتردد في تلقيني قواعد التجويد التي ما تزال تتردد في أذني أصداؤها.. وهذه العناية تابعت رحلتها الماجدة حتى وأنا في التعليم الثانوي.
لقد كان السي عبد الرحمان بنحيدة مجودا ممتازا للقرآن الكريم، حافظا لكتاب الله العزيز، متقنا لمختلف قراءاته، عالما بأسرار آياته وسوره، وذلك من خلال انكبابه على مختلف كتب التفسير.. فلا تجده إلا عاكفا عليها، متدبرا ومتأملا، مما يبين قيمة الرجل ومكانته. كل ذلك راجع إلى الحرص الشديد من والده الذي شهد له بحفظ القرآن الكريم والمتون والاطلاع الواسع على كتب الدين وشريعة الله.. مما أهله لكي يأم الناس بالتراويح خلال كل شهر رمضان بالمسجد الأعظم، إضافة إلى أنه أيضا كان لمدة غير قصيرة خطيبا بجامع السنة بالمدينة الجديدة بأسفي. أمد الله في عمره، ويا ليتنا نقتدي بمثل هؤلاء الرجال الذين يعتبرون جواهر في حياتنا، لنجعل منهم مصابيح نهتدي بها في ظلمات هذا العصر.