ثقافة

تجليات السيرة النبوية في الشعر الملحون – الحلقة الثامنة

د. منير البصكري الفيلالي / أسفي

أثناء ولادته صلى الله عليه وسلم ، ظهرت الكثير من المعجزات ، ذكرها شاعر الملحون في غير قليل من قصائده . ونقتصر هنا على ما جادت به قريحة الشيخ محمد بن علي المسفيوي الدمناتي في قصيدته ” الخلوق ” :
يوم اخلوقه اظهرت في الكون امأثر
للفرس طفأت النار    لها ما بان أثــــــــار     كانوا دوك الفجار     إيعبدوها بفجـور
أما بحيرة يا حضار   غر في ساير الاقطار    نكدوا جميع الكفار    في ابدها وادشور
اليهود مع الاحبار     دوك اصحاب المنكار    مهما سمعوا الاخبار  عاد بندهم مكسور
سقطات اصنام اكثار  بالــذل والاحتقـــــــار    وامه تاجة الابكـار   شافت لانواراتنور

    نظرت ساير الاقطار  من مكــة باعتبـــــار     ثم اخبرها بشــــار   واعلمها بالمبشور
..
يوم اخلوق الحبيب انظرت سر اكثير            أمه دات الجمال والحسن الباهــــــر
وحكات بما انظرت وعطاها تقريـــر            جد المحبوب قال لها في الأثــــــــر
هــذا الشـأن شـأنـه شــأن اكثــــــــير             اخفيه على العدا واسمع ذا الأمـــــر
ليك اهنيه وليك غاية لبشايـــر ..
ازداد مطهر تطهار   مختوم كما يدكار        وقت اوضيعه للدار   جات من الخلد الحور
اعطش واحمد الجبار  وخفا تم لستــــار        رفعوه ملاك وسار    به ايطوف المعمـــور
شهد به في القفــــار    الوحش بلا تحكار      والحيتان في البحار   وكذلك كل اطيــــــور
وعن رضاعه صلى الله عليه وسلم ، نشير إلى أن رضاع نبينا الكريم كان من نصيب حليمة بنت أبي السعدية .. فقد كان لرضاعه عليه الصلاة والسلام أثر محمود في حياة السيدة حليمة وأسرتها ، كما كان وجوده لديهم خيرا وبركة .
تروي السيدة حليمة السعدية هذا الحدث الاستثنائي في حياتها ، فتقول : خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر ، نلتمس الرضعاء بمكة في سنة شديدة الجدب ، لم تبق شيئا ، ومعي زوجي ، ومعنا ناقة مسنة لنا ، والله ما يسيل علينا بقطرة من لبن .. ومعي صبي لي لا ننام ليلتنا من بكائه ، ما في ثديي ما يغنيه . فلما قدمنا مكة ، لم تبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه ، وإنما كنا نرجو كرامة الرضاعة من والد الولد ـ وكان يتيما ـ ونقول : يتيم ما عسى أن تصنع أمه به ؟  حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيا ، فكرهت أن أرجع ولم أجد شيئا وقد أخذ صواحبي . فقلت لزوجي : والله لأرجعن إلى ذلك اليتيم ، فلآخذنه .. فأخذته ورجعت إلى رحلي . فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجري حتى أقبل عليه ثديي بما شاء من اللبن فشرب حتى روي ، وشرب أخوه ـ يعني ابنها ـ حتى روي ، وقام زوجي إلى شارفنا ، فإذا بها حافل ، فحلبها من اللبن ما شئنا ، وشرب حتى روي وشربت حتى رويت ، وبتنا ليلتنا شباعا رواء وقد نام صبياننا ، فقال زوجي : والله يا حليمة ما أراك إلا أصبت نسمة مباركة .
يقول الشيخ الغالي الدمناتي :
صابو كن اهلال أوضيح لايح انوار        اكذاك وجهو متبسم ذاك فـالأثــــاري
تم حملتو فيديهـا ابشـــوق لسيــــــار        أوتدها ليمين اعطاتو ابلبن طـــــاري
اشرب منو فالحين اعطات ليه ليسار       ليس رادو بحكمت امخصب الشجاري
ابقى الثدي الخوه افلحليب هكذا سار        سيرت القرشي تحكيها افدا اشـــ ـاري
أقامت احليما بترابي اهلال لفــــلاك        سيــدنا محمـد من عظمـــو المــــــالك
كل يوم اترى له اسرار ما تنتـــــراك       وكم اعلاما شافت للنبــي السامـــــــــك
وساعت اتمرا بسيد الخلق تحت لشجار     اعليه ترخى لغصان اصاح اد لشجاري
وابلفصاح اتسلم عنوا شجار واحجــار      يا سعدنــا بمسلكنــا مـن لـوعـــــــاري ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض