السياحة الدولية .. المكتب الوطني المغربي للسياحة يسخر كل إمكانياته

تمهد الاستراتيجية السياحية التي يعتمدها المكتب الوطني المغربي للسياحة، الطريق بحزم لتنشيط العرض المغربي.

فخلال بضعة أشهر فقط، أدى العمل الطموح والعملي الذي قام به المكتب، وتعدد شراكاته مع أكبر الأسماء في مجال السياحة الدولية، إلى إرساء أسس نموذج جديد يبشر بانتعاش وشيك، وقوي على الخصوص.

وبفضل قوته الضاربة التي تعمل في أركان العالم الأربعة، يقدم المكتب لعلامة المغرب التجارية، موقع ا في أعلى لائحة الوجهات الأكثر شعبية، بهدف جعل المملكة وجهة أساسية للمسافرين.

وفي الواقع، فإن المكتب الوطني المغربي للسياحة لم يبخل من حيث الإمكانيات للاستحواذ على حصص جديدة في السوق، أو مجرد استعادة عشاق المغرب، كما يطمح إلى تأمين قدراته في مجال الطيران وكذا العروض المقدمة من طرف متعهدي الرحلات السياحية في اتجاه المملكة.

وبغية إنجاح عملية جذب السياح الأجانب من أجل تمكين مجمل مكونات منظومات القطاع المختلفة من استعادة حيويتها قبل الأزمة، أجرى متعهدو السياحة الوطنية جولة تجارية وترويجية فعالة، وتواصلوا مع عدد من البلدان؛ ويتعلق الأمر بكل من فرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا وألمانيا وإسرائيل.

وبعد استئناف العلاقات مع الشركاء الإسبان، أعاد المكتب الوطني المغربي للسياحة إطلاق شراكاته مع متعهدي السفر الرئيسيين في البلاد وتأمين القدرات الجوية لشركة أيبيريا، وهو القرار الذي جاء بعد توزيع فريق عمل جديد في العاصمة الإسبانية، مما يدل على أهمية هذا السوق في استراتيجية إنعاش وجهة المغرب.

وفي السياق ذاته، أعلنت الشركة الأيبيرية استعادة 100 في المئة من طاقتها لخط مدريد طنجة بمعدل 7 ترددات أسبوعية، و 76 في المئة لخط مدريد – مراكش، أي بمعدل 9 ترددات في الأسبوع.

ودائما في نفس السياق، وجه المكتب اهتمامه إلى الأسواق الناطقة بالألمانية، وذلك من خلال المفاوضات التي أجريت مع الفاعل الرئيسي للتوزيع في الأسواق الناطقة بالألمانية FTI Group، والذي استقطب حتى عام 2019 أكثر من 100 ألف زبون سنويا إلى وجهة المغرب من الأسواق الألمانية والفرنسية والسويسرية والنمساوية.

وفيما يتعلق بفرنسا، فقد تم عقد شراكتين لإطلاق عمليات ترويجية في شبكات التوزيع لمجموعات “Carrefour Voyages” و “Havas Voyages”، بالإضافة إلى تعزيز الخطوط التقليدية مثل باريس – مراكش (15 ترددا في الأسبوع) وباريس الرباط (20 ترددا / أسبوع). ويعتمد المكتب هذه الطريقة لاستعادة الأسواق التقليدية للمغرب، والتي يعد من بين أفضل ثلاث وجهات مفضلة لدى الفرنسيين، من خلال استثمار الشبكات الرائدة لمتعهدي السفر وتوزيعها في فرنسا.

ولتسليط الضوء على السوق البريطانية، توجه وفد من المكتب للقاء قادة شركة الطيران العالمية وعملاق السفر “إيزي جيت”، الذي خطط لبرمجة 20 مسارا لموسم صيف 2022 عبر نشر عرض يشمل 75 رحلة أسبوعية تربط المغرب إلى 6 أسواق أوروبية.

كما التقى المسؤولون المغاربة بممثلي جمعية وكالات السفر البريطانية ومنظمي الرحلات السياحية (ABTA)، الذين أعربوا عن ثقتهم في المغرب كوجهة، وأكدوا مجدد ا على عقد جمعهم العام المقبل في مراكش في أكتوبر 2022.

ليس ذلك فحسب، بل إن المكتب جند اثنين من المؤثرين لاستهداف الأمريكيين والإسرائيليين، من قبيل “Kelli Erdmann “، المعروفة على المنصات الرقمية باسم “Happy Kelli” و “Yarden Harel “.

بالإضافة إلى ذلك، وبفضل إشراف المكتب الوطني المغربي للسياحة، يكرم هؤلاء المؤثرون الديكورات المغربية ويشاركون مجتمعهم تجاربهم ولقاءاتهم في المغرب من خلال عرض التجارب السياحية التي يمكن تجربتها في مختلف مناطق المملكة.

في الواقع، يتعلق الأمر باستراتيجية رقمية، تم تعزيزها من خلال إبرام شراكة غير مسبوقة بين المكتب الوطني المغربي للسياحة و “Tripadvisor”، أكبر منصة لتوصيات السفر في العالم.

ويحتفظ المغرب بعد هذه الاتفاقية، بمكانة بين الوجهات المتوسطية الموصى بها على المنصة، والتي تضم ما يقرب من 500 مليون مسافر في 49 سوقا دوليا.

وغني عن الذكر أن حضور المغرب المتميز في السوق الدولي للسياحة المتوسطية (IMTM)، أدى إلى تعميق مجموعة من الشراكات السياحية بين المغرب ودولة إسرائيل، وهو سوق استراتيجي يضم 8 ملايين مسافر محتمل.

وفضلا عن ذلك، أطلق المكتب جولته “Light Tour” في 3 مدن استراتيجية؛ وهي باريس ولندن ونيويورك، في استمرارية للانتشار غير المسبوق لحملته “Terre de Lumière”، مما يؤكد النهج الترويجي المكثف للمكتب الوطني المغربي للسياحة التي تهدف إلى استعادة المغرب بسرعة لمكانته التي كان عليه قبل الأزمة.

من الواضح أن كل شيء قد تم القيام به لتحديد الديناميات الناشئة والتحولات الجزئية التي تحدد سلوك السائحين وانتظاراتهم في العالم بوضوح، لملاءمة الوجهة المغربية مع أعلى المعايير الدولية ولضمان التعافي الذي يرقى إلى مستوى الطموحات.