
المحبةُ الصادقةُ منبع الحب الحقيقي
أحمد مفتاح
نائب رئيس مقاطعة عين الشق
عضو مجلس جماعة الدار البيضاء
أحاسِيسُنَا وأفكارُنا تسبح وتَسكُنُ في قلوب من أحببناهم وأحببونا بصدقِِ وأمان، فسكنُوا بداخل قلوبنا وسَكَنْنَا قلوبهم بدون منازعٍ ، قد تختلِف بعض أفكارنا مع الأحباب فتستجيب وتنفذ لها الجوارح ، لكن عندما تصطدم مواقف الجوارح بالقلوب، يبقى موقف القلوب هو الراجح في الميزان وسَيِّدُ الموقف.
فعندما تتعاقد القلوب على الحُبِّ والمحبة بالصدق والصفاء والنقاء والتلقائية، لن يستطيع أحد غيرُ الله أن يَفكّ عُقَدَ مَحبَّتِها ولو جاء بالمنشار وألْفَ منشار.
قد يكون المحبوب بعيداً بُعْدَ المسافات والأنساب ما بين المشرق والمغرب، ولكن القلب يَحُسُّ به وكأنّه برفقته وبجانبه يخاطبه، عَكْسَ المغضوب عليه غير المحبوب ، تراه العين أمامها وبجانبها ، والقلب بعيداً منه بُعد المشرق والمغرب .
فالود هو الشوق والمحبة والتوافق والترابط ، ولهذا يُقال دائما ، بأن الإختلاف لا يُفسد للود قضية ، فمحبة القلوب كالنقش على الصخور والأحجار ، كلما تساقطت عليها الأمطار إلا وتَزَيِّنَ نقشُهَا وبقيت في الآثار خالدة ، عَكْسَ محبة نِفاق اللّسان والجوارح ، كالرسم على الرِّمال والتراب ، تأتي الريّاح والأمطار فتذهب بها ولا تدع لها آثارا ولا بصمة.
ولهذا أقول بأن أجمل زهرة في الوجود زهرة الحب في الله، فَرَاعِيها بما تحتاجه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ
إن الله يقول يوم القيامة : أين (المتحابون بجلالي ؟ اليوم
أظِلُّهم في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إلا ظِلّي)
فتحياتي للمتحابين في الله .
وأنا أحبكم في الله.