
فوضى عاشوارء، وصبيحة “زمزم”، والقانون 22.16
عبد اللطيف أفلا
ستعكس، كما تفعل كل مرة، فوضى الاحتفال بليلة عاشوراء، وصبيحة زمزم في الأحياء العتيقة للمدن، استهتار وعبثية بعض الشباب والناشئة، باستقرار وراحة وأمان الساكنة داخل المنازل، والمارة من الناس، في كشف حقيقي عن خلل في الوعي، والتنشئة الدينية والأسرية، وممارسة حرية جنونية في الدروب والأزقة لدى البعض.
قنابل ومفرقعات تسبق الليلة الجنونية احتفالا بالمناسبة، وما يليها من فزع وصدمات انفجاراتها في نفوس المواطنين، وبشكل رئيس بالنسبة للنساء الحوامل، هذا إضافة إلى إزعاج راحة المسنين والمرضى، والأطفال الرضّع من سكان الحي والجيران.
تغدو ليلة عاشوراء كالهرج والمرج، بسبب فئة من الشباب والأطفال، كما لو أن الاحياء أمست مسرحا لعمليات عسكرية، تراشق بالمفرقعات والنيل من المارة بالقنابل، وإشعال إطارات العجلات، تليها مطاردات من رجال الأمن، والساعة تتجاوز منتصف الليل، مخلفة حروقا وجروحا، وشجارات وعراك بين المواطنين، لتُصبح على يوم أكثر عبثا وتطاولا على حرية التنقل وحق النعم بالأمن والراحة.
هرج زمزم، أو تبليل المارة بالماء، تحول في هذه الألفية إلى الرشق بالبيض، و الماء الملون بصفرة الكركم، وأكثر من ذلك، تعدى الجنون إلى رش الإناث بحمض النتريك “الماء القاطع”، وهو ما يدعو لتجديد صيغ التحسيس، وتطبيق الزجر القانوني في حق المخالفين للقانون 22.16
تحدث رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، المنضوية تحت لواء الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، السيد علي شتور لموقعنا الإخباري MCG24 عن فوضى عاشوراء قائلا:
“من المعروف أن عاشوراء لها انعكاسات سلبية على المواطن، بسبب دخول الشهب النارية، وبعض المفرقات والقنابل الخطيرة بطرق ملتوية، وليس بشكل قانوني، لأن الجمارك والسلطات الأمنية و وفق المساطر القانونية، تعمل على إيقاف كل من تم ضبطه يستورد تلك الأنواع الخطيرة.. وبالرغم من ذلك، لا زلنا نجدها تُباع في العديد من المدن، بطرق سرية..
قانونيا هناك القانون 22.16 ، المتعلق بتنظيم المواد المتفجرة ذات الاستعمال المدني، والشهب الاصطناعية الترفيهية، والمواد التي تحتوي على مواد نارية بيروتقينة.”
بالنسبة للتوعية بهذا الأمر، يقول السيد علي شتور:
“نحن كفاعل في حماية المستهلك، فإننا نعمل على التحسيس بخطورة عدم مراقبة الصغار الذين يقتنون و يلعبون بشهب ومفرقات قوية، وحتى الشباب الذي يتاجر فيها، و الذي يترفه لعبا بها، وهنا نستهدف الأسرة بالدرجة الأولى، لأن لها النصيب الكبير، والمسؤولية الأولى في كل ما يحصل، علما أن التربية تنطلق من البيت نحو المجتمع، لأن صلاح المجتمع مرتبط بصلاح البيت.. والأمر العجيب في ذلك، أن ثمة بعض الآباء هم من يشترون تلك الألعاب النارية لأبنائهم، بالرغم من تسجيل العديد من حوادث إصابة العيون، والحرائق المتنوعة، وقسم مستعجلات الصحة تسجل في ليلة عاشوراء الكثير من المصابين، بل حتى الموتى.. لذلك فإننا ندعو الآباء إلى الوعي بخطورة اللعب بالنار، بل ومنع أبنائهم من مغادرة البيت تلك الليلة.. أما بالنسبة للسلطات فإنها تقوم بعملها، عبر دوريات أمنية في الأزقة والدروب “
عسى أن تتعظ الأسرة، فتبلغ الرسالة لأبنائها، وعسى أن يدرك المواطن عامة، معنى الحرية، وإثم أدى الجار والعابرين، وأجر إماطة الأذى عن الطريق.