
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 124
إعداد : د. منير البصكري الفيلالي / أسفي
هرم آخر من أهرامات كرة القدم بأسفي، وأحد اللاعبين الكبار الذين تركوا صدى قويا لدى الجمهور الرياضي بأسفي، اللاعب مولاي الطاهر الجلولي المزداد بأسفي عام 1918.
امتاز هذا الرجل بعدد من الخصال الحميدة كنا نلمسها فيه وهو يتردد إلى المسجد الأعظم بالمدينة القديمة، محافظا أمينا على أداء الصلاة في وقتها. فتعلمنا منه ضبط الأوقات والسير على النهج القويم. ليس بالقصير ولا الطويل، شخصية محبوبة لدى معظم الناس، كرس حياته لخدمة الرياضة، يعشق كرة القدم ويتفانى في تقديم أجمل ما فيها. عرفناه رجلا سديدا في المشورة الرياضية، حكيما في أقواله، بسيطا في تعامله .. من الله سبحانه وتعالى على مولاي الطاهر بذاكرة قوية حاضرة خاصة في مجال تاريخ كرة القدم المغربية والأجنبية، عرف بين الناس بأخلاقه الحسنة، فهو ـ رحمه الله ـ من الصنف الذي اجتمعت فيه كل الخصال الحميدة، فكان الرياضي المتميز الذي أحب الممارسين والولوعين بكرة القدم ما يحب لنفسه، بل أحيانا يوثرهم على نفسه.
لعب مولاي الطاهر لفريق اليوساس منذ 1934 حيث توج معه بغير قليل من البطولات منها فوز هذا الفريق ببطولة المغرب عام 1938، والفوز بالكأس عام 1939 بتونس وغيرا من الإنجازات التي حققها مع فريقه اليوساس. وقد شكل مولاي الطاهر إلى جاني لاعبين آخرين متميزين، ابراهيم بن الطبيب وبدر الدين الغيلاني ثلاثيا خطيرا ومدهشا في التوزيع الكروي والمراوغات الفنية وتسديد القذفات القوية. وبعد مشوار طويل من الممارسة، سيعتزل مولاي الطاهر اللعب، لكنه ظل حاضرا من خلال تكوينه لعدة فرق نظرا لما راكم من تجارب في مجال كرة القدم، كما شغل مدربا لعدة فرق نذكر منها فريق حسنية أكادير عام 1958 وفريق المحمدية عام 1960 وكذا فريق اتحاد أسفي عام 1962، ثم فريق الأمل الصويري، وكان آخر عهده بهذا النشاط عام 1986 حيث اعتزل نهائيا كرة القدم، إلى أن وافاه الأجل يوم 27 أبريل 1993.
وإذ أنسى ، لا أنسى توجيهاته النيرة حين كنا نرتاد دكانه للحلاقة، فكان ـ رحمه الله ـ نعم المرشد والموجه لنا، فسيرة هذا الرجل، خلاصة لمجموعة من القيم النبيلة، جسدها قولا وفعلا ، فعلى الأجيال اليوم أن تقتدي بها إن هي سعت ورغبت في طلب العلى.