وكالة موديز: تخلف الولايات المتحدة عن سداد الدين ينذر بأثر اقتصادي “كارثي”

حذرت وكالة “موديز أناليتيكس”، اليوم الثلاثاء، من أن تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية على غرار الأزمة المالية لسنة 2008، وإلغاء ملايين الوظائف.

وفي تقرير حديث، وصف كبير الاقتصاديين لدى وكالة “موديز”، مارك زاندي، المأزق على مستوى الكونغرس بشأن رفع سقف الديون بـ”تهديد مباشر” للاقتصاد الوطني، ويمكن أن يؤثر سلبا على معظم الأمريكيين.

وأبرز الخبير، الذي يرتقب أن يلقي كلمة خلال جلسة استماع للجنة الفرعية بمجلس الشيوخ، أن “التخلف عن السداد سيكون ضربة كارثية للاقتصاد الهش أساسا”.

واعتبر أن التوقيت يعد الأسوأ بالنسبة للاقتصاد، إذ وحتى قبل أن يخيم شبح تجاوز سقف الديون، يرجح العديد من المديرين التنفيذيين والخبراء الاقتصاديين وقوع ركود هذا العام.

وضمن التوقعات الاقتصادية الجديدة، تعتبر وكالة “موديز” أن تجاوزا، وإن كان قصير الأجل، لسقف الديون سيسهم في إلغاء حوالي مليون وظيفة، ويدفع الاقتصاد نحو ركود “طفيف”.

ويرتقب أن يرتفع معدل البطالة من أدنى مستوى له منذ نصف قرن عند 3.4 في المائة في بداية هذا العام، إلى حوالي 5 في المائة، كما ستتأثر أسواق الأسهم، مما يؤدي إلى تلاشي جزء من مدخرات التقاعد.

وأشار زاندي إلى الوضع في أواخر عام 2008، عندما فشل الكونغرس في تمرير برنامج الإنقاذ، غير أنه سرعان ما عكس مساره بعد انهيار سوق الأسهم، محذرا من اندلاع “أزمة مماثلة، تتسم بارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض أسعار الأسهم”.

يأتي هذا التحذير بعد أن طرحت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، الاثنين، إمكانية تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة حتى في حال تم تفادي التخلف عن السداد، إذ ستؤدي حالات الجمود المتكررة بشأن سقف الديون إلى زيادة الديون على الدولار الأمريكي وسندات الخزانة.

وبسبب المخاوف بشأن الديون الأمريكية، دعا الجمهوريون إلى تقليص هام للإنفاق الفدرالي، في مقابل رفع سقف الديون.

وحذرت وكالة “موديز” من أن من شأن التخفيضات “الهامة” في الإنفاق الحكومي أن تؤدي إلى ركود في عام 2024، الأمر الذي سيكلف الاقتصاد 2.6 مليون وظيفة ويرفع معدل البطالة إلى ما يقرب من 6 في المائة.

ويتوقع التقرير أن يفقد الاقتصاد أزيد من سبعة ملايين وظيفة، وأن يتضاعف معدل البطالة إلى أكثر من 8 في المائة، فضلا عن إلغاء 10 تريليونات دولار من ثروات الأسر.

وبالنظر للمخاطر الضخمة، حثت “موديز أناليتكس” الكونغرس على التوصل سريعا إلى اتفاق بشأن الدين الأمريكي.