
“التراث الشفهي الحساني: الأمثال والحكاية الشعبية نموذجا” محور ندوة بطانطان
شكل موضوع “التراث الشفهي الحساني: الأمثال والحكاية الشعبية نموذجا” محور ندوة نظمتها مساء أمس الخميس بطانطان، المحافظة الجهوية للتراث الثقافي التابعة للمديرية الجهوية للثقافة بجهة كلميم وادنون.
وتندرج هذه الندوة، المنظمة بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة كلميم وادنون، ضمن سلسلة من الأنشطة المتنوعة (ندوات، ورشات، أشطة ثقافية، وزيارة لمواقع أثرية) بمناسبة شهر التراث 2023 ( 18 أبريل- 18 ماي)، والتي تسعى من خلالها المحافظة الجهوية إلى التعريف بالمؤهلات التراثية والثقافية التي تزخر بها الجهة.
وأكد المحافظ الجهوي للتراث الثقافي، محمد حمو، أن تنظيم هذه الندوة يندرج ضمن مجموعة من الأنشطة للاحتفاء بشهر التراث، وذلك بهدف التعريف بالتراث الثقافي المادي واللامادي بالجهة والمحافظة عليه وصونه، داعيا في هذا السياق، الجميع من مسؤولين وقطاعات معنية وفعاليات مدنية ومؤسساتية وإدارية للحفاظ على هذا التراث الذي يبقى مسؤولية مشتركة.
وخلال هذا الندوة، التي عرفت مشاركة باحثين ومهتمين بالتراث، تم إبراز مظاهر توظيف الحكاية الشعبية الحسانية في الإنتاج الدرامي والتربية على القيم وترسيخها. كما تطرق المتدخلون إلى مفهوم الحكاية الشعبية الحسانية والتعريف بخصائصها الفنية والجمالية، وكذا إبراز أهمية الحكاية الشعبية في استثارة خيال الطفل وتنمية مواهبه وقدراته الإبداعية، وتقويم سلوكه. وفي هذا السياق، توقف الباحث في التراث الحساني، بوزيد لغلى، عند مظاهر توظيف الحكاية الشعبية الحسانية في الإنتاج الدرامي التلفزي والمسرحي، مبرزا أهمية الحكاية الشعبية الحسانية كتراث شعبي متداول منذ القدم على غرار الحكايات الشعبية المتداولة في مختلف مناطق المملكة.
وسلط الضوء على التغيرات النصية التي طالت الحكاية عندما انتقلت عبر الاقتباس من نص شفهي متداول إلى نص درامي سواء في المسرح بما في ذلك حكاية “عيشة أم النواجر” وحكاية “اسريسر ذهبو” التي تحولت الى مسرحية قدمت بمدينة طانطان، أو في الإنتاج الدرامي التلفزيوني كما هو الحال بالنسبة لنفس الحكاية الشعبية (اسريسر ذهبو) التي تحولت أيضا إلى سلسلة تلفزية رمضانية.
وأشار الباحث الى أن التغيرات التي تطال الحكاية عند الانتقال إلى النص الدرامي متعددة تهم طريق استهلال الحكاية وبنائها وأيضا الحكواتي وما يتعلق به من لباس وحركات حيث أن كل شيء يتغير في الحكاية ويبقى فقط جوهرها من حيث الأحداث والشخصيات .
وأبرز أن الهدف الأساس من الانتقال من التداول الشفهي للحكاية إلى الإنتاج الدرامي هو مواكبة التغيرات في ظل عصر الصورة والرقمنة ، وهذا الأمر، يضيف الباحث، فرض علينا عدة متغيرات ورهانات منها ضرورة الحفاظ على التراث وإيصاله عبر وسائل الإعلام الحديثة.
من جهته، توقف اسليمة أمرز، باحث في الثقافة الحسانية، عند الجانب التربوي في الحكايات الشعبية انطلاقا من طقوس الحكي، مضيفا أن الحكاية الشعبية تتميز بمجموعة من الطقوس انطلاقا من اختيار المكان والزمان وأيضا السارد/الحكواتي.
كما استعرض الباحث وظائف الحكاية الشعبية، مشيرا في هذا السياق، إلى أن الحكاية ليست فقط للمتعة والتسلية وتزجية الوقت وإنما هي أيضا مدرسة يتم خلالها تلقين الأطفال طقوسا وعظات وكيفية تدبير الزمن، بالإضافة إلى وظائف دينية وعلمية للحكاية تستفيد منها الناشئة والإنسان عموما في حياته اليومية.
بدوره، تطرق حسن سيداتي، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بكلميم وادنون، إلى مفهوم الحكاية كذاكرة للمجتمع ودورها في ترسيخ القيم لدى الناشئة، داعيا بهذا الخصوص، إلى إدماج الحكاية كفن فعال في مناهج التعليم وتدريسها باللغة الحسانية .