
سياسة
مجلس جهة سوس ماسة يعقد دورة أكتوبر 2025 في سياق وطني خاص
في أجواء يطبعها النقاش المسؤول والوعي بخصوصية المرحلة، عقد مجلس جهة سوس ماسة دورته العادية لشهر أكتوبر 2025 اليوم الاثنين، برئاسة السيد رئيس المجلس، وبحضور السيد والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، والسيدات والسادة أعضاء المجلس، إلى جانب عدد من الفاعلين الترابيين وممثلي المؤسسات الجهوية.

تفاعل مسؤول مع مستجدات المرحلة
استهل رئيس الجهة كلمته بالتأكيد على أن هذه الدورة تنعقد في ظرفية دقيقة تعرفها المملكة، داعيًا إلى وقفة تأمل مسؤولة للتفاعل الإيجابي مع ما يجري على الساحة الوطنية، خاصة ما عرفته بعض المناطق من انزلاقات مؤسفة تستدعي التقييم والاحتواء في إطار مؤسساتي متزن.
وأكد في هذا السياق على تفهم المجلس للمطالب المشروعة للشباب المغربي، جيل المستقبل الذي يمثل ركيزة التنمية، داعيًا إلى تعزيز قنوات التواصل والإنصات الفعال لجميع فئات المجتمع.

انخراط تام في التوجيهات الملكية
وشدد رئيس المجلس على أن بلادنا بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، قطعت أشواطًا مهمة في مسار الإصلاح والتنمية، لكنها ما تزال تواجه تحديات تستدعي تعبئة جماعية.
واستحضر في هذا الإطار خطاب العرش ليوليوز 2025، الذي دعا فيه جلالة الملك إلى تجاوز منطق “مغرب بسرعتين”، من خلال تبني جيل جديد من برامج التنمية الترابية وتحقيق العدالة المجالية والاجتماعية.
وأكد المتحدث باسم المجلس أن جهة سوس ماسة منخرطة انخراطًا تامًا ولا مشروطًا في كل المبادرات التي تعزز الوحدة الوطنية وتخدم مصلحة الوطن والمواطن، مع إيلاء الشباب مكانة مركزية في صناعة القرار الترابي.
مشاريع استراتيجية لدعم التنمية الجهوية
وفي عرض أبرز محاور جدول أعمال الدورة، أوضح رئيس الجهة أن مشروع ميزانية سنة 2026 تم إعداده وفق مقاربة مندمجة، تراعي الالتقائية مع المشاريع الملكية والبرامج الحكومية، مع الحرص على ترشيد النفقات وضمان الفعالية في التسيير.
ومن بين المشاريع ذات البعد الاستراتيجي:
•إنجاز الميناء الجاف بأكادير، باعتباره رافعة قوية لتقوية البنية اللوجستية وتعزيز الجاذبية الاقتصادية للجهة.
•تشجيع الاستثمار الصناعي والمقاولات الناشئة لخلق فرص شغل مستدامة.
•دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وإنعاش السياحة في المناطق الخلفية.
•تأهيل المراكز الحضرية والشبه الحضرية لجعلها مراكز جذب سكاني واقتصادي.
•تفعيل برنامج التنمية الحضرية لمدينة تارودانت لإعادة إشعاعها التاريخي والحضاري.

البيئة والتعليم في صلب أولويات الجهة
على المستوى البيئي، أكد رئيس المجلس مواصلة دعم مشاريع التطهير السائل والحماية من الفيضانات، تجسيدًا للرؤية الملكية الرامية إلى اعتماد سياسات وقائية مستدامة.
أما على المستوى الاجتماعي، فقد تمت الإشارة إلى دعم برنامج الصحة المدرسية، والاهتمام بقطاعات التعليم والتكوين والاندماج الاجتماعي، فضلًا عن تمويل مشاريع تخص الأشخاص في وضعية إعاقة ومقاربة النوع.
انفتاح دولي لتعزيز التعاون اللامركزي
كما أعلن المجلس عن مواصلة تعزيز علاقات التعاون الدولي، من خلال شراكات جديدة مع وكالة التعاون الدولي والونيا – بروكسيل والونيا ببلجيكا، بهدف تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال التنمية المستدامة.
دعوة إلى تعبئة جماعية لخدمة الجهة
في ختام كلمته، دعا رئيس الجهة كافة مكونات المجلس من مكتبٍ ولجانٍ وأطُرٍ تقنية إلى مواصلة العمل الجاد والمسؤول، خدمةً لمصالح الساكنة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، سائلًا المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه خير الوطن والمواطن.