
زيارة استكشافية للمتحف الوطني للخزف بأسفي
بدعوة من السيد الحسين شينان عامل إقليم آسفي، قام السيد سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي الناطق الرسمي باسم الحكومة بزيارة استكشافية للمتحف الوطني للخزف بمدينة الفنون بآسفي، وقد كان السيد الوزير مرفوقا بوفد هام من إداريي الوزارة بالرباط وأطرها على الصعيدين الجهوي و الإقليمي. وقد كان في استقبال السيد الوزير والأطر المرافقة له السيد سعيد الشمسي محافظ المتحف الوطني للخزف الذي رحب بهم ونوه بالشراكة التي تجمع وزارة التربية الوطنية بالمؤسسة الوطنية للمتاحف، وهي الشراكة التي وقعت سنة 2016.
بعد دلك قام السيد المخافظ بتقديم شروحات عن مكونات مدينة الفنون التي تعتبر مركبا ثقافيا يضم خزانة جهوية، و مسرحا، ومعهدا موسيقيا بالإضافة إلى نبذة عن المتحف الوطني للخزف وعن المراحل التي قطعها مند إنشائه سنة 1990 إلى اليوم باعتباره متحفا يحمل صبغة وطنية ويلعب أدوارا عدة منها ما هو ثثقيفي، ومنها ما هو ترفيهي. وشدد السيد المحافظ على أن أهم دور يلعبه المتحف هو الدور التربوي.
وحين ولوج السيد الوزير إلى قاعات العرض بالمتحف استرسل السيد سعيد الشمسي في تقديم مكونات المتحف الذي نظمت فيه التحف بطريقة سينوغرافية تراعي التسلسل الزمني أي مند ما قبل التاريخ حوالي 3800 سنة قبل الميلاد ، وهي أقدم القطع التي يتوفر عليها المتحف، وتعود لأوان فخارية عثر عليها بمقبرة الروازي بالصخيرات قرب العاصمة الرباط ، مرورا بالفترة الكلاسيكية حينما كان يصدر المغرب صلصة لللأسماك (تسمى الكاروم) في أمفورات فخارية كانت تصنع بالمغرب، ثم الفترة الوسيطية حيث الجرات الكبيرة الخضراء المرينية، ثم الفترة الحديثة حيث الفخار الصناعي لمعامل السكر بشيشاوة حينما كان المغرب يصدر مادة السكر في عهد الدولة السعدية، إلى الدول الأوروبية، ثم فترة خزف المناطق الجبلية بالريف والأطلس، ثم خزف منطقة تامكروت، ثم خزف مدينتي مكناس وتطوان، ثم خزف مدينة فاس الغني بأشكاله وزخارفه، ثم خزف القرن التاسع عشر حينما أصبحت مدينة آسفي تنافس مدينة فاس )نتيجة استقرار بعض المعلمين الخزفيين بها، ونتيجة لتوفر آسفي على مادة الكوبالت التي تعطي اللون الأزرق بفعل التجار البريطانيين آنذاك ، وانتهاء بالقاعة الأخيرة حيث خزف مدينة آسفي إبان القرن العشرين .
وقد حرص السيد الوزير على زيارة المعرض المؤقت بالمتحف والذي خصص للذكرى المئوية لتأسيس أول مدرسة للخزف بالمغربـ وبإفريقيا، حيث قام السيد سعيد الشمسي بتقديم المعرض المكون من جناحين : الجناح الأول المخصص لمدرسة الخزف والذي يضم لوازم وأدوات قديمة كانت بإحدى الورشات التقليدية والتي كانت تستخدم في القدم لاستخراج الألوان والأكاسيد، بالإضافة لطاولة عتيقة كانت بمدرسة الخزف وعليها أدوات كان يستخدمها المعلم بوجمعة العمالي في تلقين تلامذته أساليب الرسوم والزخرفة.
أما الجناح الثاني بالمعرض ، فقد خصص لإبداعات المعلم بوجمعة العمالي الذي ابتكر أشكال جديدة وأدخل بعض الزخارف على خزف آسفي، بل وأعاد إحياء بعض التقنيات الزخرفية القديمة مثل تقنية البريق المعدني التي اشتهرت زمن الحكم العربي للأندلس، وهي كلها أشياء جعلت من آسفي عاصمة الخزف مند مطلع القرن العشرين إلى يومنا هدا.
وفي ختام الزيارة وقع السيد الوزير في الدفتر الذهبي للمتحف معبرا عن إعجابه العميق بالمتحف، وطريقة عرضه للتحف.. منوها بمجهودات السيد المحافظ .
سعيد شمسي / أسفي