ثقافة

الدكتور عباس الجراري ، شخصية موسوعية متعددة العطاءات -الحلقة 17

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

وتأسيسا على ما جاء في الحلقة السابقة ، نلاحظ كيف شغل ويشغل فن الملحون أستاذنا الجليل الدكتور عباس الجراري منذ فترة غير يسيرة . نحن نعلم جيدا مدى تمسكه ـ رحمه الله ـ بالهوية والذاتية والشخصية المغربية . من هنا ، كان منطلقه في تناول التراث المغربي والفكر المغربي والهوية المغربية ، خاصة موضوع الملحون من حيث هو ذاكرة ، وفي سياق واقعه من منظور الآفاق التي تنتظره . ولا يخفى على أحد أن فن الملحون جزء مهم وركن ركين في التراث الشعبي بصفة خاصة والتراث الفكري والثقافي بصفة عامة .. وهو أيضا مع بقية أنواع التراث الأخرى ، مكون لذاتيتنا وهويتنا ، ولا يمكن التفريط فيه . نظر إليه أستاذنا كواقع أدبي وفني مكتمل الأوصال ، أي أنه اكتمل في مضامينه وأشكاله وأساليب تقديمه وترديده وإنشاده .

    وهكذا ، انبرت جهود أستاذنا إلى البحث في الملحون وفق منهج ورؤية علمية دقيقة ، ودراسة جادة تناولت هذا الشعر بالجمع والتدوين والوصف والتصنيف والتحليل ، دراسة خالصة لوجه العلم ، لا يفل من عزمها إهمال المهملين ، ولا ازدراء المزدرين ، ولا إنكار الجاحدين .

        يتضح مما سبق ، ما قام به  الدكتور عباس الجراري طيب الله ثراه ، من دور كبير في النهوض بالحياة الثقافية والفكرية والأدبية بالمغرب وخارجه، وما ساهم به في التأطير والتكوين العلمي لأجيال من الطلبة والباحثين، مدافعا بقوة في عدد من مقالاته ومحاضراته وكتبه عن الثقافة المغربية والعربية الإسلامية ، إلى جانب  الرد على الشبهات والتهم التي يراد إلصاقهما بالإسلام من قبيل الإرهاب والتطرف والانغلاق.

يتبع…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض