اقتصادفيديو

الجزء 2.. آليات مراقبة الأمن السيبراني في المغرب

MCG24

في مداخلة خاصة ضمن ربورتاج للموقع الإلكتروني MCG24 خلال فعاليات GITEX Africa، قدّمت الخبيرة في الأمن السيبراني لطيفة شكري رؤية استراتيجية ترتكز على ضرورة امتلاك المغرب لحلول رقمية سيادية، قادرة على مواجهة التحديات المتنامية في الفضاء السيبراني.

قالت شكري: “لدينا ما يكفي ، أن نكون مالكين لحلولنا الخاصة أو أن نستخدم طرقنا الخاصة لحماية أنفسنا على حدودنا السيبرانية”، مضيفة أن الرهان الحقيقي لا يكمن في استيراد أدوات الرقابة والحماية، بل في الاستثمار في الرأس المال البشري الوطني.

من خلال تتبعها للحركية الرقمية في المغرب، تشير الخبيرة إلى أن المملكة تتوفر على طاقات شبابية عالية الكفاءة، خصوصًا في مجالات القرصنة الأخلاقية، مضيفة: “لدينا شباب هاكرز، بعضهم لم يتجاوز مستوى الإعدادية، لكنهم أصبحوا خبراء حقيقيين، يتفوقون في أحيان كثيرة على نظرائهم في الخارج”.

 

ورغم الإمكانيات المحلية، تستحضر شكري محطات سابقة من الاعتماد على أدوات أجنبية للحماية السيبرانية، أبرزها اقتناء المغرب لبرنامج المراقبة الإيطالي Da Vinci قبل 2015، والذي تعرض لاحقًا للاختراق، مما أدى إلى منعه على مستوى الاتحاد الأوروبي. تجربة جعلت شكري تؤكد: “لا أعتقد أنه من الصواب شراء أدوات أجنبية لمراقبة بلدنا. نحن نملك الكفاءات اللازمة للقيام بذلك بأنفسنا”.

 

هذا التوجه نحو السيادة الرقمية يجد تعبيره أيضًا في تفاعل المغرب مع هجمات إلكترونية سابقة، من بينها قضية “كريس كولمان”، التي شهدت تسريب معلومات حساسة عبر تويتر، إلا أن الخبرة المغربية نجحت، بحسب شكري، في تتبع الخيوط وتحليلها.

 

وتعتبر الخبيرة أن الأمن السيبراني لم يعد ملفًا تقنيًا بحتا، بل أضحى ساحة حرب خامسة توازي في أهميتها البر والبحر والجو والفضاء، مشيرة إلى أن خصوصية هذه الساحة تكمن في حضور الشباب، بل وتضامنهم، باعتبارهم فاعلين نشطين في الفضاء الرقمي.

وتختم المداخلة برسالة محورية: المغرب لا يعوزه الذكاء ولا القدرة، بل يحتاج إلى قرار وطني واضح يؤسس لنهج رقمي سيادي، مبني على موارده الذاتية وكفاءاته الخبيرة. “لدينا الكفاءات”، تقول شكري، “فعلينا أن نشتغل بمواردنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض