مجتمع

المُدرس المغربي يُبحر لوحده في موج كالجبال..والتعليم العمومي يتأرجح على شفا جُرف هارٍ

عبد اللطيف أفلا

في اللحظة التي تُعلق فيها التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم بالمغرب، نضالها الاحتجاجي مؤقتا، كما جاء في بلاغها وبيانها اللذان توصل بهما موقعنا الإخباري MCG24، نقعد لجرد تجربة كفاحية لاسترجاع الحقوق، صونا لمدرسة بسطاء المغرب بدءا بالمعلم.

سنذكر دائما يوم دخلت الشغيلة التعليمية المغربية، وعلى مدى شهور، دهليزا حالكا في عتمة فزعها من النظام الأساسي الجديد للتربية والتكوين، والذي حل كالكابوس على المدرسة العمومية وتلاميذها.

خرجت الشغيلة التعليمية في إطار تنسيق وطني تحاشى النقابات التعليمية الخمس، متبرئا منها لوما وعتابا على ضعف مصداقيتها في خدمة ملفها المطلبي بحسب تصريحات الأساتذة المحتجين، بل متهما إياها بالغدر.

إضرابات في كل جهات المغرب، ووقفات أسبوعية عند الأكاديميات والمديريات ومسيرات وطنية بالعاصمة الرباط من مبنى البرلمان إلى مقر وزارة التربية الوطنية، وشعارات شعبية:

” باي باي زْمان الطاعة، هذا زْمان المقاطعة..”

“قولو ليه أو عاودو ليه.. الأستاذ بزّاف عليه..”

“ولادكم قريتوهوم.. ولاد الشعب شردتهوم “

“الحكومة زيرو.. الوزارة زيرو…”

“بنموسى إرحل.. !”

رافق الحراكات التعليمية بالمغرب، عشرات من جلسات الحوار بين الأطراف الحكومية والنقابات لإحداث تعديلات على النظام الأساسي الذي وُصف بنظام المآسي المجحف،

وطُبعت المخرجات باتفاقان لا زالا إلى اليوم مثار جدل، لذلك لا تزال اللقاءات مستمرة لمزيد من التعديلات، اتفاق 10 دجنبر واتفاق 26 دجنبر.

رفضت التنسيقية الموحدة ما جاء في المخرجات، وطالبت بسحب النظام الأساسي جملة وتفصيلا، فواصلت نضالها رغم الاقتطاعات الأجرية والتهديد بالتوقيف، بمسيرة كبيرة وغير متوقعة بالرباط، في خميس غضبها بتاريخ 5 يناير 2024، توا بعد هاته المسيرة طالبت التوقيفات التعسفية الآلاف من الأساتذة، وهنا وجد المدرس المغربي نفسه أمام حائط الخيبة والتغابن، كمن رجع بخُفّي حُنَيْن، فجنح بعد مغيب الشمس لوقفات ليلية بالشموع، سميت بليالي التصعيد تنديدا بالتوقيفات.

تهافت الحقوقيون والحزبيون وكذلك النقابيون بنية الاستقطاب، على المدرس المغربي الذي تقطعت به السبل أمام تعنت الحكومة، وهو يبحر في موج كالجبال باحثا عن حقه المسلوب، وها هو اليوم يعلن هدنة مؤقتة مع الحكومة إلى حين.. فعسى أن تثمر هاته الأيام بحل يعيد المياه لمجاريها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض