
الدكتور عباس الجراري ، شخصية موسوعية متعددة العطاءات- الحلقة 1
إعداد : د. منير البصكري الفيلالي
الحمد لله الذي تفرد بالبقاء وكتب على خلقه الفناء ، وهو القائل عز وجل : ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ” وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد القائل : ” من أثنيتم عليه خيرا ، وجبت له الحنة ، ومن أثنيتم عليه شرا ، وجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض ..”
لقد رزئ البحث العلمي والفكر والثقافة والأدب في المغرب ، كما رزءت الجامعة المغربية بمصاب جلل وخطب جسيم ، حين اختلست يد المنون من بيننا أحد الأساتذة الأعلام ، الدكتور عباس الجراري رحمه الله وخلد في الصالحات ذكره . فالقلوب عليه مكلومة والدموع لا يكفكفها جلد ولا صبر ، لشدة وهول التفجع ، فماذا تجدي لو جادت كلها فليس عن قضاء الله من ملجأ أو مهرب ، ولا عن قدره سبحانه وتعالى من مفر ..
لذلك فإن رحيل أستاذنا الجليل ـ رحمه الله ـ يعد فعلا رزءا عظيما ، ومصابا جللا، إذ كان له وقع الصدمة على نفوس المغاربة قاطبة إلى غيرهم من سائر البلدان العربية والإسلامية . وشهادتي عنه اليوم قد لا توفيه حقه ، فهو العالم الأجل والأستاذ المؤطر والمربي والإنسان المتواضع ، صاحب مبدأ ، ذو أخلاق إسلامية رفيعة وعالية المستوى ، صاحب حوار هادئ ومتزن ، يكشف عن تمكن قوي من العلم والثقافة ، صادق مع ذاته ، عفيف النفس واليد ، حنون عطوف ..
شيم تثير مشاعـرا محمــــودة تسقي الأنام عذوبة وملابــا
ومناقبا كالروض فــاق رواؤها ومحاسنا تكسو النفوس عذابا
هذا العليم المستشــار لملكــــــنا نال الفخار وليس ذاك عجابا
وهب المعارف واستقامة روحه متخطيا بعد الجهود صعابــا
ودعا لتوعية العقول وشحــذهـا لتساير الأوقـات والآرابــــا
ورمى التعصب ظهريا وسعى إلى أن يفتح الأغلاق والأبوابـا
يتبع …