الدكتور عباس الجراري ، شخصية موسوعية متعددة العطاءات -الحلقة 2

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

ونحن اليوم ، نكتب عن الدكتور عباس الجراري ـ رحمه الله ـ نغتنمها فرصة يغمرها الإكبار والإجلال لرجل خدم العلم والفكر والثقافة والأدب ، نكتب عنه اعترافا وتقديرا ، لأنه كان يمثل إحدى المنارات الكبرى وإحدى القامات الموسوعية العربية والإسلامية .. وأحد أعلام مملكتنا الشريفة ، المشهود له بالتفوق والتألق والنبوغ في مجالات الفكر والعلم والأدب والتدريس وفي الثقافة بمفهومها الشامل العميق .
   من رحاب مدينة أسفي حاضرة المحيط ، محفل السناء والبهاء ، نتحدث عن أستاذ الأجيال الدكتور عباس الجراري أكرم الله مثواه مستشار صاحب الجلالة وعضو أكاديمية المملكة المغربية ومؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في المملكة الأردنية الهاشمية ، وعضو مجمع اللغة العربية في القاهرة ، وأستاذ كرسي مبرز في جامعة محمد الخامس بالرباط ، وعميد الأدب المغربي ، بل عميد الثقافة المغربية .
    لقد اجتمع في أستاذنا ما تفرق في غيره من علم وافر وأدب بديع وفن رفيع وبحث واجتهاد . والواقع ، يصعب اختزال مسار رمز غال من رموز وطننا العزيز .
  وطني غيور ما فتئ يساهم في نماء الفكر المغربي والدفاع عن الهوية الوطنية ، وإبراز مدى رسوخ هذه الهوية المغربية عبر مكوناتها المحلية ومقوماتها العربية الإسلامية ، وميلها الدائم والحثيث إلى الانفتاح على الآخر .

              أطل على كل المجالات قاطفـــــا        بذوق رفيــع ما يروق من الزهــــر

               طمى بحره واشتاق للبذل والعطا      فلم يأل جهدا في الكتابة والنثـــــــر

               تآليفـه أضحـت نمــاذج تحتـــذى         يقاس عليها في الصياغة والأســـر

فهو بكل المقاييس ، رجل فاضل وجامع المعرفة وموسوعي وغيور على الوطن ومتفان في خدمته والإخلاص له إلى أن لبى داعي ربه يوم السبت   يناير سنة 2024 بالمستشفى العسكري بالرباط إثر وعكة صحية مفاجئة .

يتبع …