ثقافة

صدى نساء أسفي في التاريخ -الحلقة 5

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

  أَمَّا كِتَابُشَهِيرَات المغربفَهُوَ الكِتَابُ الذِي يَحْتَوِي عَلَى نَحْوِ 110 تَرْجَمَةٍ مِنْ تَرَاجُمِ نِسَاءِ المَغْرِبِ الشَّهِيرَاتِ، مِنْ عَصْرِ الدَّوْلَةِ الإِدْرِيسِيَّةِ إِلَى عَصْرِ دَوْلَتِنَا العَلَوِيَّةِ المَحْرُوسَةِ، وَالكِتَابُ بِحَقٍّ يُبَيِّنُ قِيمَةَ المَرْأَةِ وَتَبَوُّئَهَا المَكَانَةَ اللائِقَةَ بِهَا بَيْنَ عَالَمِ النِّسَاءِ فِي عُصُورِ المَغْرِبِ الذَّهَبِيَّةِ الزَّاهِرَةِ التِّي حَمِلَتْ لِوَاءَ العِلْمِ وَالمَدَنِيَّةِ وَالتَّفْكِيرِ وَالإِنْتَاجِ فَاسْتَحَقَّتْ أَنْ تَكُونَ أَيَّاماً نُورَانِيَّةً ارْتَفَعَ بِهَا المَغْرِبُ إِلَى أَوْجِ الحَضَارَةِ وَمُسْتَوى الإِنْسَانِيَّةِ العُلْيَا بِعُظَمَائِهِ وَعَظِيمَاتِهِ اللاَّتِي شَارَكْنَ رِجَالَهُنَّ فِي كُلِّ مَيَادِينِ الحَيَاةِ فِي السِّيَاسَةِ وَالاجْتِمَاعِ وَالعِلْمِ وَالأَدَبِ وَالشَّجَاعَةِ وَالبُطُولَة .
 
بَدَأَ الأُسْتَاذُ الفَقِيدُ كِتَابَهُ هَذَا بِتَرَاجُمِ نِسَاءِ الدَّوْلَةِ الإِدْرِيسيَّةِ فَتَرْجَمَ لِلسَّيِّدَةِ كَنْزَةَ أُمِّ المَوْلَى إِدْرِيس وَذَكَرَ تَدَخُّلَهَا فِي السِّيَاسَةِ وَالتَّبِعَاتِ التِي تَحَمَّلَتْهَا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، كَمَا تَرْجَمَ لِلأَمِيرَةِ حَسْنَى زَوْج الإِمَامِ إِدْرِيسَ وَمَا كَانَ لَهَا مِنَ المُشَارَكَةِ فِي الرَّأْيِ وَالمَشُورَةِ فِي مَهَمَّاتِ  الأُمُور .    كَمَا تَرْجَمَ لِأُمِّ البَنِين الفِهْرية التِي كَانَ لَهَا الفَضْلُ الأَوَّلُ فِيمَا تَتَبَوَّؤُهُ كُلِّيَتُنَا القَرَوِيَّةُ فِي العَالَمِ مِنْ مَكَانَةٍ سَامِيَةٍ وَفَضْلٍ عَمِيمٍ فِي نَشْرِ العِلْمِ وَالمَدَنِيَّةِ حَتَّى فِي العَالَمِ الأُورُوبِي، وَهُنَا عَرَضَ الأُسْتَاذُ رَأْيَهُ فِي أَوَّلِيَّةِ كُلِّيَتِنَا القَرَوِّيَّةِ وَكَتَبَ فَصْلاً مُهِمًّا يُعَارِضُ بِهِ أُولَئِكَ الذِينَ يُنْكِرُونَ أَقْدَمِيَّتَهَا لِكُلِّيَاتِ أُورُبَا، بَيَّنَ فِيهِ أَنَّ الِإسْلاَمَ مِنْ أَوَّلِ نَشْأَتِهِ كَانَ يَعْتَبِرُ المَسْجِدَ مَحَلاًّ لِلْعِبَادَةِ وَالدِّرَاسَةِ وَخِدْمَةِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا خِلاَفاً لِمَا كَانَ بَيْنَ النَّصْرَانِيَّةِ وَالعِلْمِ مِنْ صِرَاعٍ عَنِيفٍ وَمُقَاوَمَةٍ شَدِيدَةٍ فِي العُصُورِ الوُسْطَى .
 
ثُمَّ يُتَرْجِمُ لِمَرْيَمَ الفِهْرِيَّةِ أُخْتَ أُمِّ البَنِين التِي أَسَّسَتْ مَسْجِدَ الأَنْدَلُس رَصِيفَ كُلِّيَةِ القَرَويّينَ، وَيُتَرْجِمُ لِغَيْرِهَا مِنْ نِسْاءِ هَذَا العَصْرِ الإِدْرِيسِي .

    ثُمَّ يَنْتَقِلُ الأُسْتَاذُ إِلَى الدَّوْلَةِ اللَّمْتُونِيَّةِ يَذْكُرُ لَنَا تَرَاجِمَ شَهِيرَاتِ نِسَائِهَا وَمَا كَانَ لَهُنَّ مِنْ عَقْلٍ وَفَضْلٍ وَسِيَاسَةٍ وَرَأْيٍّ وَأَدَبٍ وَفُكَاهَةٍ وَنَوَادِرَ وَحِكَايَاتٍ وَإِجَازَةٍ لِلشِّعْرِ وَمَا إِلى ذَلِكَ مِمَّا يُعْطِينَا صُورَةً حَقِيقِيَّةً عَنْ رُقِيِّ المَرْأَةِ المَغْرِبِيَّةِ وَعُلُوِّ شَأْنِهَا مُبْتَدِئاً بِتَرْجَمَةِ زَيْنَبَ النَّفْزَاوِية ذَاكِراً مَا كَانَ لَهَا مِنَ العَقْلِ وَالسِّيَاسَةِ وَتَدْبِيرِ الرَّأْيِ الذِي اسْتَطَاعَ بِهِ زَوْجُهَا أَنْ يَسْتَقِّلَ بِمُلْكِ المَغْرِبِ مِنْ غَيْرِ إِثَارَةٍ لِلْفِتَنِ وَسَفْكٍ لِلدِّمَاءِ كُلُّ ذَلِكَ بِرَأْيِ السَّيِّدَةِ زَيْنَبَ المَرْأَة المَغْرِبِيّة .

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض