الدكتور عباس الجراري ، شخصية موسوعية متعددة العطاءات -الحلقة9
إعداد : د. منير البصكري الفيلالي
في هذه الحلقة من كتاباتي عن أستاذي الجليل الدكتور عباس الجراري رحمه الله وأكرم مثواه ، سأتحدث عن علاقتي بالنادي الجراري وعضويتي المستمرة بهذا النادي العريق .
فقد كان هذا النادي يعقد مساء كل يوم جمعة ، وكنت حريصا أشد ما يكون الحرص لحضور جلساته الممتعة بإشراف أستاذنا ، إذ كنت من رواده الذين يترددون عليه بانتظام. لقد توافرت لهذا النادي الأدبي جملة أسباب هيأت له مسالك الظهور والحظوة . فمؤسسه عالم كبير ووطني صادق ، والد أستاذنا العلامة المؤرخ الأديب المرحوم عبد الله بن العباس الجراري الذي لقي ربه شهيدا يوم 26 يناير 1983 .. فإليه يعود فضل تأسيس هذا النادي عام 1930 والذي استمر حتى آخر حياته ، يجمع بعد عصر كل جمعة في منزله نخبة من العلماء والأدباء وأصدقائه وتلامذته . وبوفاته رحمه الله ، طويت صفحات المرحلة الأولى من حياة النادي الجراري . وقد حرص أستاذنا على استمرارية هذا التقليد حفظا لذكرى صاحبه ومؤسسه ، وخدمة لتاريخ الثقافة المغربية ، ومعه سيشهد النادي تطورا ملحوظا ، مس مستويات متعددة مع المحافظة على الثوابت الأثيلة لهذا المجلس العلمي الرصين .
وعلى غرار ما كان عليه النادي سابقا ، سيفتح أبوابه لذوي الفضل والعلم من كل المناطق المغربية ، بل من خارج المغرب كذلك ، فاستقطب النادي بفضل ذلك أسماء بارزة في مجالات معرفية مختلفة ، جعلت منه محفلا علميا ، ساهم بشكل كبير في صنع تاريخ مرحلة من ثقافتنا الوطنية .C:\Users\user\Desktop\قققق.jpg
ولا أخفي مدى ما استفدته من مختلف القضايا التي تشغل بال المثقفين وأصدقاء النادي وزواره من الفقهاء والأدباء والفنانين والمفكرين سواء من داخل المغرب أو من خارجه .
ملتقى الصحب وأنهار الهدى ورجال صادقوا في الأولين
“منتدى الفكر” وإخوان الصفا ومنار وسراج المهتديـــــن
ورعت أهلا كراما أخلصــــوا وتفانوا إسوة بالعالميـــــن
في برور والتـزام لـم يـــــزل واحتساب ووفاء الصادقين
وسمــاح وانفتـاح ورضــــــا واحتفاء بالهداة المخلصين
شيم قد ورثوا أمجـــادهــــــا عن جدود اسهموا في السالفين
شادها ” العباس ” عنوان العطا وسليل الغر وابن الأكرمــــين
وأصيل وعريق المنتمــــــــــى ومثال ” العمداء ” البارزيـــن
لقد التقى في النادي الجراري العامر من رجالات الفكر والإبداع في كل ميدان ، ما لم رف مثله لدى غيره كما وكيفا .
يتبع …
