
صدى نساء أسفي في التاريخ -الحلقة 11
إعداد : د. منير البصكري الفيلالي
قال أبو بكر: وكنت مع السلامة وابنها محمد في زمان الحصاد إلى أن صاحت فسقطت ابنها يقول لها ستكون الكرة لهم ، فأفاقت من غشيانها وصرخت صرخة يصرخها الناس عند السرور بالشيء ، فاجتمع الناس إليها وأنكروا عليها ذلك ، فقالت لهم كنت رأيت الروم قد حملوا على المسلمين حملة عظيمة ، فعظم ذلك علي ، ثم بعد ذلك كانت الكرة للمسلمين عليهم فهزموهم ، فأرخ الناس ذلك اليوم ، فجاء الخبر من الأندلس بأن المسلمين هزموا ذلك اليوم ادفونش ملك الروم وهي غزوة الأرك التي كانت يوم الأربعاء التاسع من شهر شعبان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة .
ـ السيدة هنية بنت سيدي البكري بن حمادي ( ص. 247 ) المرأة الصالحة المجتهدة ، كانت رحمها الله من الصالحات المباركات ملحوظة دور سائر أولاده ، وكانت لها دعوة مستجابة ، وكانت قد عمرت بعد أبيها دهرا طويلا ، حدثني الرجل المبارك السيد الحاج الحسين وهو ابن بنتها لما أراد الرحلة إلى بيت الله الحرام ، وكان قد أسر في نفسه أن يجاور ، فامتنعت من الإذن له حتى ألح عليها في ذلك ، فأذنت له ، فلما بلغ مكة كان إذا نام يراها هي وأمه يطوفان بالبيت ، فلما آب من رحلته تلقته من بعيد وقالت له ، ألست كنت تريد المجاورة بمكة وها أني صحبتك حتى أتيت بك ، ألسنا كنا معك بالموضع الفلاني والموضع الفلاني وصارت تعد المواضع موضعا موضعا ولم يتقدم لها السفر لتلك الناحية أصلا ، وكانت لها دعوة مستجابة بحيث إذا أساء معها أحد الأدب تقول له موعدك اليوم الفلاني يقع لك كذا وكذا ، فيقع له ذلك طبق ما قالت . قال حفيدها المذكور إن مقامها لم يبلغه أحد أهلها الذين قدمناهم .. توفيت رحمة الله عليها عن سن عالية جدا في حدود سنة عشرين وثلاثمائة والتي دفنت وسط حوش والدها رحمها الله تعالى ، وكانت قد عميت آخر عمرها
يتبع …