تحذير الركاب من السرقة، إساءة ظالمة للرباط
عبد اللطيف أفلا
كثيرون زاروا عاصمة المملكة المغربية مغاربة وأجانب، فاندهشوا لجماليتها ونقائها ومساحاتها الخضراء، وشساعة شوارعها، ومنهم من أمل ان تتخذ الجماعات المحلية بكل المدن المغربية مدينة الرباط أسوة ونموذجا في الرونق والتنظيم، لأنها فعلا مثال قوي عن جدارة، وهنا أستحضر فرنسيا قادما من باريس نوه بالرباط وصرح بأنها أنقى وأجمل من باريس.
بصدق.. لا أحد ينكر نجاح تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب في رحابها، فهي عاصمة الأنوار وعاصمة الثقافتين الإسلامية والإفريقية، وفوق كل ذلك تصنيفها تراثا عالميا من العام 2012 كعاصمة حديثة ومدينة تاريخية..
كل هاته الأشياء الجميلة وغيرها عن الرباط، تصطدم بعرض الحائط عند ركوب الحافلة، كيف ذلك؟
حين استقلت حافلة الخط رقم 30 عند محطة الرباط اكدال لزيارة معرض الإسكان بمحج الرياض خلال الأسبوع المنصرم، راقني تزويد الحافلة بشاشة لعرض جديد الأخبار عن وكالة المغرب العربي للأنباء MAP، لكن النقطة السوداء التي تظهر مرة مرة بين شريط الأخبار هي الصورة المرفوقة لهذا المقال..
“إحذر السرقة Attention aux pickpokets”
هذا التنبيه يشكل نقطة سوداء، وعارا على المدينة العالمية الرباط، لأن شركة النقل الحضري لن أقول ربما، بل أقول أخطأت في وضعها أمام أعين الركاب، كونها تسيء للرباط وللمملكة المغربية.
من يدري لعل سائحا اجنبيا غيورا، أوعدوا من أعداء الوحدة الترابية، أو ربما شابا متهورا يتخذها حجة رسمية على انعدام الأمن بالرباط، وأن اللصوص في كل مكان، يتربصون بالركاب..
لا حاجة للتشوير لتواجد اللصوص، لأن لا أحد يجهل ظاهرة السرقة داخل وسائل النقل العمومي وفي الأماكن المكتظة وغيرها من الأماكن، لكن بالتفكير بعقلانية يجب إزالة تلك العبارة على متن الحافلة، فكثير من الدول تُعرف بأقبح المساوئ وأخطر الظواهر الاجتماعية، لكنها تتحدث بإيجابية عن نفسها ولن تقبل التحذير علنا بوجود اللصوص صيانة لأمن وراحة المواطنين وخدمة للسياحة الداخلية.
كمواطن غيور على بلده، لابد من حذف صور التحذير من السرقة على متن حافلات الرباط.