مجتمع

موسم سيدي حساين لخصاص: إقبال على المهرجان ورواج تجاري رغم غلاء الاسعار

يعد موسم سيدي حساين بجماعة لخصاص إقليم سيدي إفني من بين التظاهرات الثقافية والتجارية الأكثر شهرة في جهة كلميم وادنون. هذا الموسم، الذي يمتد عبر الزمن، ليس مجرد مناسبة دينية فقط، بل هو أيضاً تجمع ثقافي، فني، واقتصادي يستقطب زواراً من مختلف أنحاء المغرب.

شهد موسم سيدي حساين التجاري هذا العام رواجًا ملحوظًا وإقبالًا من قبل التجار العارضين، الذين جاؤوا من مختلف المناطق لعرض تشكيلة متنوعة من المنتجات، بدءًا من الحرف اليدوية التقليدية وصولاً إلى المنتجات الفلاحية والأدوات المنزلية، وكذلك المنتجات التقليدية او ما يسمى بالبروك مثل الحناء والتمر والكحل والسواك والمجوهرات وألعاب الأطفال

على الرغم من تأثيرات الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار، تمكن العارضون من بيع منتجاتهم، وذلك بفضل تنوع المعروضات والجهود المبذولة لجذب الزبائن. هذا الرواج التجاري يعكس أهمية موسم سيدي حساين كمنصة لتعزيز التجارة المحلية وتوفير فرص اقتصادية للتجار من مختلف المناطق.

يمثل موسم سيدي حساين فرصة للاحتفال بالتراث المحلي والحفاظ عليه من الاندثار، بالإضافة إلى تعزيز الارتباط بالجذور والثقافة المحلية. وهو مناسبة لإحياء التقاليد والأعراف الامازيغية التي تتوارثها الأجيال. إلى جانب ذلك، يعزز الموسم صلة الرحم بين الأسر والعائلات التي تتجمع سنوياً للاحتفال بهذا الحدث، مما يقوي الروابط الاجتماعية بين أبناء المنطقة. كما أن لخصاص تحمل رمزية تاريخية عميقة، حيث ارتبطت بمواسمها وعاداتها منذ أجيال، مما يجعل هذا الموسم مناسبة خاصة تعكس غنى التراث والتاريخ المحلي.

إلى جانب الرواج التجاري، سعى مهرجان أركان في نسخته الخامسة هذا العام إلى تعزيز المواهب المحلية من خلال إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الفرق المحلية لتقديم عروضها أمام جمهور المنطقة، مما يعكس التزام المنظمين بتشجيع الإبداع الفني المحلي. ومع ذلك، لم تخلُ هذه الدورة من تحديات لوجستية أثرت على سير الفعاليات. فقد شهد اليوم الأول مشاكل تقنية تتعلق بجودة الصوت، حيث عانت الفرق والفنانون من رداءة الصوتيات، مما أثر سلباً على أداء العروض وأثار استياء بين الجماهير الحاضرة.

وفي اليوم الثاني، تسببت تأخيرات غير متوقعة في تدريبات الفرق الفنية في إرباك جدول المهرجان، حيث تأخرت بدء العروض بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تضارب في توقيت الأنشطة المختلفة وحدوث ارتباك وفوضى بين الفنانين والجماهير. ورغم هذه العوائق، يبقى مهرجان أركان حدثاً مهماً يعكس التنوع الثقافي والفني في المنطقة، ويعزز دور الثقافة في تنمية المجتمع المحلي.

لا يكتمل موسم سيدي حساين دون الفروسية او التبوريدة، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من هذه التظاهرة. تعتبرعروض الفروسية من أبرز الفعاليات التي تجذب العديد من عشاقها، حيث يتم تنظيم “التبوريدة” التي تعكس مهارات الفرسان المحليين في التحكم بخيولهم وإطلاق البارود في تناغم تام. تعكس هذه العروض القوة والشجاعة، وتعتبر رمزاً للفخر والتقاليد العريقة في المنطقة.

رغم التحديات الاقتصادية التي شهدها هذا العام، يبقى موسم سيدي حساين حدثاً شاملاً يجمع بين التجارة والثقافة والفن، ويعكس أهمية الحفاظ على التراث المحلي وتعزيز الاقتصاد الاجتماعي في منطقة لخصاص ونواحيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض