
تواصل الأمطار بدوار تالوين أكذز يُبشر بانبعاثه من جديد
MCG24
في زمن بلغت فيه القلوب الحناجر قنوطا وقلقا من تتابع سنوات الجفاف بمنطقة أكذز إقليم زاكورة و بوارززات أيضا كما في أغلب مناطق الجنوب الشرقي ذات المناخ شبه الصحراوي والذي يُعرف بقلة التساقطات المائية وحرارة وجفاف فصل الصيف، قلق زادته تدابير ترشيد استهلاك المياه الصعبة نوعا ما، والتي قررتها السلطات قسر إرادتها لمواجهة واقع ندرة المياه بها، كمنع زراعة الدلاح، وقطع الماء الصالح للشرب بالقرى لساعات متواصلة.
يبدو أن كل تلك الإجراءات ستصبح في خبر كان بمشيئة الحق تعالى، أمام خيرات الأمطار العاصفية والغزيرة التي تقترب من ملأ سد المنصور الذهبي، وتسببت في فيضان نهر تانسيفت ووادي درعة.
بهجة وفرح يعم كل أهالي دوار تالوين بجماعة أكذز الذين استبشروا خيرا من هاته الأمطار الأخيرة والتي لا تزال تهطل إلى يومنا هذا
اتصل موقعا الاخباري MCG24 عبد الله أحد ساكنة الدوار:
” أخيرا أغاثنا الله برحمته الواسعة، في وقت كلنا كنا متخوفين من نفاذ مياه الشرب الذي تتزود منه كل منازل الساكنة عن طريق بئر واحد فقط، خاصة وأن موسم الصيف الأخير كعادتنا هنا في هاته المنطقة الأمازيغية، تقام فيه حفلات الزفاف التي قد تصل ل 20 عرسا، وتدوم لثلاثة أيام أو اكثر لكل عرس على حدى، هذا إضافة إلى العديد الكبير من الضيوف الذين يعيشون بالدوار وكذلك الأقارب والمدعوون القادمون من مدن أخرى.. والصراحة الكل هنا يشعر بالسكينة والراحة بالاطمئنان على ماء الشرب بفضل غيث الله سبحانه..”
عانى دوار تالوين بشكل صعب جدا يفوق التصور من جفاف طويل الأمد، دفع معظم الساكنة إلى التخلي عن تربية البهائم، ومزاولة العديد من الأنشطة الزراعية حتى لو أنها ليست تسويقية، بل معيشية فقط.
يقول الفلاح محمد:
” بالرغم من اننا نعيش هنا في البادية، فإننا اليوم لم نعد نملك الدجاج، والعديد من رؤوس الأغنام، بسبب انعدام الامطار، وجفاف العيون والانهار والمراعي، وصعوبة الاعتماد على العلف للحفاظ على المواشي، فقد يبست وماتت أشجار التفاح والمشمش والخوخ والتين، واللوز، وحتى أشجار الرمان والنخيل بدأت تموت، والعديد من أنواع التمور لم يعد لها وجود بالمنطقة… لذلك الكثير من الناس هنا تخلوا عن الماشية واكتفوا بالزراعة البسيطة التي تستوجب التوفر على بئر ومحرك ضخ مياه السقي… قبل العشرات من السنين، أزيد من 40 عاما، كل عائلة كان لديها العشرات من قطيع الماعز وغنم الدمان، وكذلك البقر والدجاج، وكانت الجداول والأنهار والعيون في كل مكان، مع وفرة وغنى المحصول الزراعي… اليوم تغير حال المنطقة، وهذه الأمطار الأخيرة نرجو من الله أن يُديمها علينا ليعود الدوار للحياة من جديد..”
فمنذ أن أعلنت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية في نشرات إنذارية عن توقع أمطار رعدية عاصفية والعديد من مناطق الجنوب الشرقي تشهد وإلى حد الساعة تحقق تلك التوقعات بل ان منها من تحصي خسائرها و موتاها رحمهم الله خاصة بإقليم طاطا.