أخبار دولية

الجزائر: من الحراك إلى الاستقرار المزيف بانتخابات عجائبية

MCG24

لطالما راهن الجزائريون على أن خروجهم إلى الشوارع في 2019 لإسقاط نظام بوتفليقة سيفتح الطريق نحو تحوّل ديمقراطي حقيقي في بلادهم. ولكن بات واضحًا الآن أن تلك الآمال كانت وهمية، فقد سقطت الجزائر مرة أخرى في قبضة الجيش والعسكرية.

فبعد انتخاب تبون رئيسا للجمهورية بنسبة أصوات مشكوك فيها، زعم النظام الجزائري أنه قد حقق الاستقرار السياسي المنشود. لكن هذا الاستقرار ليس إلا وهمًا زائفًا، ينتج عن إخضاع الإرادة الشعبية لإرادة البنية العسكرية المتحكمة في مفاصل الدولة.

فقد شهدت الانتخابات الأخيرة مشاهد مألوفة عند الجزائريين من التلاعب والتزوير واضطراب في إعلان النتائج، مما دفع المرشحين المنافسين لتبون إلى رفض هذه “المهزلة” كما وصفها أحدهم.

فقد حمّل المرشح عن حزب جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، السلطة المشرفة على العملية الانتخابية المسؤولية الكاملة عما وصفه بـ”التزوير الذي شاب عملية الإعلان عن النتائج الأولية”. وأكد أنه سيطعن لدى المحكمة الدستورية للطعن في النتيجة رغم حصوله على نسبة ضئيلة لا تتخطى 2.16% من إجمالي الأصوات.

أما المرشح الإسلامي عبد العالي حساني شريف، فقد اتهم السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بـ”الارتباك وسوء تسيير العملية الانتخابية” من البداية إلى “إعلان النتائج”، مطالبا بوقف “هذه المهزلة والغش والتزوير” في نسبة المشاركة.

وقد أثار بيان إعلان النتائج الأولية الكثير من التساؤلات والانتقادات، فقد غابت عنه جل المعطيات الأساسية التي اعتاد الناس على رؤيتها في مثل هذه البيانات. كما أن الأرقام والنسب المعلنة كانت محل شك وريبة، خاصة فيما يتعلق بنسبة المشاركة.

ففي حين أعلن رئيس السلطة المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 94,65%، تساءل حساني شريف “كيف نجمع نسبة المشاركة في ولاية بها 20 ألف ناخب مع نسبة المشاركة في ولاية بها مليون ناخب ثم نقسم المجموع على اثنين ونقول هذا هو معدل نسبة المشاركة؟ هذه مهزلة”.

وبدلاً من الاستماع إلى مخاوف المواطنين والمرشحين وإجراء تحقيق موضوعي في ادعاءات التزوير، بادرت السلطات إلى إعلان فوز تبون بولاية ثانية، مؤكدة بذلك أن الجيش هو من يحدد مصير البلاد، لا إرادة الشعب.

وهكذا تبخرت آمال الجزائريين في انتقال ديمقراطي حقيقي بعد الحراك الشعبي الذي أطاح ببوتفليقة. فبدلاً من تحقيق المطالب الديمقراطية والحريات العامة، عاد النظام إلى المربع الأول بتكريس هيمنة العسكر على المشهد السياسي.

وبينما يحتفل النظام بفوز تبون، يجد المواطن الجزائري نفسه مجددًا تحت وصاية الجيش الذي يتحكم في مقاليد السلطة. فالاستقرار الذي يزعم النظام تحقيقه ليس أكثر من سراب، طالما بقيت البنية العسكرية هي المحرك الرئيسي للمشهد السياسي في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة + 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض