MCG24
في خضم تصاعد التوترات الإقليمية واستغلال الأزمات الاجتماعية، لجأت صفحات فيسبوكية جزائرية إلى الترويج للهجرة الجماعية نحو سبتة المحتلة عبر معبر “تراخال”. هذه الصفحات، التي يعتقد بأنها ذات صلة بالنظام العسكري الجزائري، نشرت فيديوهات قديمة توثق محاولات تسلل سابقة من مدينة الفنيدق إلى سبتة، وقدمت هذه المقاطع على أنها حديثة، بهدف تضليل الرأي العام وإثارة مشاعر الغضب والاحتقان الاجتماعي بين الشباب المغاربة الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة ويبحثون عن الهجرة كحل أخير.
لا يقتصر الترويج لهذه الفيديوهات على إيهام الشباب المغربي بإمكانية الهجرة إلى أوروبا عبر سبتة المحتلة، بل يحمل أيضاً هدفاً أعمق يتمثل في زعزعة الاستقرار في سبتة المحتلة وباقي المناطق الحدودية للمغرب. هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية ممنهجة تسعى لخلق حالة من الفوضى والتوتر عبر استغلال الأزمات الاجتماعية، وهو ما يعمق الصراع السياسي والإعلامي القائم بين المغرب والجزائر.
الجهات المغربية تعتبر أن هذه الدعوات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحمل نوايا مشبوهة، حيث إن الهدف منها هو خلق الفوضى في سبتة المحتلة وباقي المناطق الحدودية وزعزعة الاستقرار. الأجهزة الأمنية المغربية تراقب الوضع عن كثب، مؤكدة أن المقاطع المصورة ما هي إلا محاولة لتضليل الرأي العام وتجييش الشباب. ودعت السلطات إلى التحلي باليقظة وعدم الانجرار وراء هذه الدعوات المضللة التي تستغل ضعف الأوضاع الاقتصادية وتستهدف الشباب عبر اللعب على أوتار الهجرة لتحقيق أجندات سياسية.
في الوقت الذي تبقى فيه السلطات المغربية في حالة تأهب للتعامل مع أي محاولات اختراق للحدود، يتم التأكيد على أن الأمن والاستقرار في المناطق الشمالية، خصوصاً في سبتة المحتلة، خط أحمر، فيما تعمل السلطات على توعية المواطنين بخطورة الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المضللة التي تهدف إلى خلق الفوضى والتوتر الاجتماعي.
