سياسة

الجزائر على موعد مع 5 سنوات أخرى من الجمود الاقتصادي والعزلة السياسية

MCG24

أفضت مهزلة الانتخابات الرئاسية أو بالأحرى (العسكرية)، إلى بقاء شبح العداء والغيظ على كرسي رئاسة جارة السوء، وسط غموض وجدل واسعين حول الأرقام والمحاضر وطريقة الإعلان عن النتائج، وهو ما أزال المصداقية عن العملية الانتخابية برمتها، والتي وصفها المراقبون بفصلٍ جديد من فصول مسرحية التلاعب والتزوير السياسي التي يديرها الجنرالات.

لم يكن فوز الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون مفاجئا، فموالاته للنظام العسكري الذي يعتبر المغرب عدوه الكلاسيكي والاستراتيجي، يضمن له البقاء لمواصلة مكائده الخبيثة والقبيحة والمفضوحة تجاه المملكة المغربية التي تسير بخطى ثابتة للقمة آخذة لنفسها مكانا رفيعا بين القوى العالمية الكبرى في شتى المجالات، أمام تراجع واندحار الجارة تحت الردم في متاهة ساحقة، في ظل المكاسب السيادية والديبلوماسية والانتصارات السياسية للمغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

و شهد شاهد من أهلها، حيث وصف مدير حملة المرشح عبد العالي حساني شريف الانتخابات والتي سجلت رفض الشعب الجزائري المشاركة فيها، بأنها مهزلة وعبث يشوه صورة الجزائر، و أن ثمة تضاربا في الأرقام المعلنة عنها. حيث لم تصل نسبة المشاركة ربع الناخبين المسجلين، في حين تم الإعلان عن نسبة 48%.

ونقلت قناة فرانس 24، بأن مرشح حزب “حركة مجتمع السلم” الإسلامي عبد العالي حساني شريف وجه اتهامات للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات “بالارتباك وسوء تسيير العملية الانتخابية.. والغش.. والمهزلة و التزوير” منذ بدايتها وحتى الإعلان عن النتائج.

و وصف متتبعون بأن هاته الانتخابات المغشوشة وسابقتها تضع الجزائر أمام مأزق سياسي، حيث جاء في بيان حزب الجيل الجديد، الذي قاطع هذه الانتخابات “المشاركة المنخفضة للغاية للجزائريين في التصويت، وعدم مبالاتهم تجاه جميع الهياكل التمثيلية، تشكل إنذارا أحمرا، بل وخطرا على أمن الدولة. ولا يمكن لاحتجاج بضع مئات الآلاف من الأصوات أن يحجب انشقاق 19 مليون مواطن”

هذا الرئيس السابق والحالي الذي صرح سابقا معبرا عن عدائه للمملكة المغربية بأن “.. العلاقات مع المغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة..”، وهو ما يعني بواضح العبارة أنه هنا فقط ليواصل مكره، غيظا من ريادة المملكة المغربية وتحالفاتها مع القوى العظمى، التي تُجمع على مغربية الصحراء وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وآخرها فرنسا، هذا ناهيك عن التفوق الاستخباراتي للمغرب، ومعراجه الاقتصادي المبارك، و مسيرته الناجحة في بناء الدولة الاجتماعية، والاستحقاق الكروي العالمي “مونديال 2030” وهو ما يعني توقف الزمن على الجزائر، بل وتراجعه خلف الستار خمس سنوات أخرى، سياسيا وديبلوماسيا واقتصاديا، خاصة بعد انسحاب أنصارها القدماء وانضمامهم للمملكة المغربية، مثل اسبانيا وفرنسا.

وما يكشف خَرف وهديان قرصان جنيرالات جارة السوء، هو تأكيده خلال الحملة الانتخابية على مواصلة استعدائه المغرب في وحدته الترابية غافلا العزلة السياسية التي تعيشها الجزائر وتوالي الاعترافات بمغربية الصحراء، ونصرة مبادرة الحكم الذاتي.

وقد صرح الخبير السياسي عبد الفتاح الفاتيحي، لجريدة هسبريس قائلا:

“عبد المجيد تبون سيستمر في سياسة الهروب إلى الأمام فيما يخص عدم احترام مبدأ حسن الجوار مع دول الجوار: المغرب ومالي وليبيا والنيجر. وبذلك، سيتواصل ارتباك السياسة الخارجية للجزائر تكريسا لنهج لا للتطبيع مع المملكة المغربية واستمرارا لمعاداة المملكة عبر استمرار دعم عسكري ودبلوماسي للجمهورية الوهمية المزعومة في مخيمات تندوف وبمناكفة المواقف المغربية في مختلف المنتديات الدولية”.

لا أسف على الرئيس، بل الأسف على شعب يُطبق عليه قصر المرادية كل أبواب التقدم وحسن الجوار، خمس سنوات أخرى.

تحرير عبد اللطيف أفلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة + إحدى عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض