
ابراهيم بن العربي-MCG24
في خضم الزيارة الناجحة للرئيس الفرنسي إلى المملكة المغربية، والتي تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتقوية التعاون بين البلدين، برزت تساؤلات حول جودة التغطية الإعلامية للمراسيم الرسمية لهذه الزيارة. فقد أظهرت التغطية التلفزيونية لنقل مراسيم الاستقبال التي قامت بها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (SNRT) بعض أوجه القصور التي أثارت استياء المشاهدين والمتابعين، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.
وعبر العديد من المتابعين عن خيبة أملهم إزاء جودة البث التلفزي الذي وصفوه بالرديء، حيث لم تكن الصورة والصوت على المستوى المتوقع من حيث الوضوح والتقنية، في حين افتقر النقل المباشر للديناميكية المطلوبة لمثل هذا الحدث المهم. كما كان من المنتظر أن يشمل النقل التلفزي بثًا متزامنًا بمختلف اللغات الرسمية في المغرب، مثل العربية والأمازيغية والفرنسية، وذلك لتلبية احتياجات وتطلعات فئات واسعة من الشعب المغربي والجالية المقيمة في الخارج.
وتأتي أهمية التغطية الإعلامية في مثل هذه المناسبات كونها تسهم في تعزيز الإشعاع الدولي للمغرب وتسليط الضوء على صورته الثقافية والسياسية كدولة تتسم بالتعددية اللغوية والتنوع الثقافي. وباعتبار الإعلام أداة استراتيجية في الدبلوماسية العامة، كان من المتوقع أن تستثمر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة هذا الحدث لتعزيز صورة المغرب أمام العالم، خصوصًا في ضوء العلاقات المتميزة مع فرنسا وأهمية الزخم الإعلامي لمثل هذه الزيارات.
وتتطلب مثل هذه المناسبات الحساسة تعزيز جودة الأداء الإعلامي ومواكبة التقنيات الحديثة، فضلاً عن تحمل المسؤولية من قِبل المسؤولين الإعلاميين عن إبراز صورة مشرقة للمغرب. وفي هذا السياق، تلعب الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة دوراً محوريًا في تقديم مستوى عالٍ من الجودة المهنية لمواكبة احتياجات وتطلعات الجمهور، والارتقاء بالصورة الإعلامية للمغرب على الصعيد الدولي.
وفي الختام، فقد اضاعت SNRT فرصة زيارة الرئيس الفرنسي فرصة لتعزيز علاقات التعاون والاحترام المتبادل بين المغرب وفرنسا، بما يتطلب تقديم تغطية إعلامية متميزة تعكس حجم وأهمية هذا التعاون. ومع تصاعد الانتقادات تجاه أداء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في نقل هذا الحدث، يأمل الجمهور في أن يشهد تحسينات ملموسة في المستقبل، مع تكريس مزيد من الجهود والموارد لتحسين جودة البث وتقديم محتوى إعلامي يليق بمكانة المملكة المغربية.