مجتمع

المغرب يخلد الذكرى الـ 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال: ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والسيادة

يحتفل المغرب، اليوم السبت 11 يناير، بالذكرى الـ 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تعد حدثًا تاريخيًا بارزًا في مسار الكفاح الوطني من أجل نيل استقلال المملكة والحفاظ على قيمها المقدسة.

تحتفل أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بهذه المناسبة الغالية، في أجواء من الاعتزاز والتعبئة الوطنية المستمرة، حيث تستحضر هذه الذكرى الأجيال الجديدة لمعانيها العميقة وأبعادها الوطنية، وتجسد الوعي الوطني العميق والالتزام الثابت بين العرش والشعب.

في بداية القرن الماضي، كان المغرب يعاني من تقسيم أراضيه بين الاحتلالين الفرنسي والإسباني، إضافة إلى المنطقة الدولية في طنجة. هذه الحالة من التفتيت جعلت مهمة التحرير صعبة، حيث تم بذل جهود ضخمة من العرش والشعب في مسعى لتحقيق الاستقلال. فقد شهدت هذه الفترة العديد من الانتفاضات الشعبية، معارك طاحنة في مختلف المناطق، فضلاً عن النضال السياسي ضد القوانين الاستعمارية والظهير التمييزي، وصولاً إلى المطالب الإصلاحية في السنوات 1934 و1936.

ومنذ تولي جلالة المغفور له محمد الخامس عرش المغرب في 18 نوفمبر 1927، كان جلالته في طليعة مساعي تحفيز وإشعال روح المقاومة لدى المغاربة. في يناير 1943، وعقب مؤتمر آنفا التاريخي، طرح محمد الخامس قضية استقلال المغرب أمام الحلفاء، مؤكدًا على دعم المملكة لهم في حربهم ضد النازية، وهو ما لقي تأييدًا من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.

وجاءت وثيقة الاستقلال التي وقع عليها 67 شخصية بارزة من المقاومة، بينهم امرأة، لتكون بمثابة مطلب واضح وصريح لاستقلال المغرب. تضمنت الوثيقة مطالب سياسية تمثلت في السعي للحصول على الاستقلال تحت قيادة جلالة الملك محمد الخامس، والانضمام للدول الداعمة لوثيقة الأطلنطي، بالإضافة إلى تأكيد الحاجة لنظام سياسي شوري يحفظ حقوق كافة فئات الشعب المغربي.

بعد ذلك، وفي زيارة تاريخية لطنجة عام 1947، جدد جلالة المغفور له محمد الخامس المطالب التي وردت في الوثيقة، رافضًا الامتثال لإرادة السلطات الاستعمارية التي عمدت إلى نفيه. لكن تلك الخطوة لم تفعل إلا أن عززت المقاومة، والتي بلغت ذروتها بعد نفي السلطان، مما مهد الطريق لعودة جلالة محمد الخامس واحتفال المغرب باستقلاله في 1956.

إحياء هذه الذكرى يعكس الروابط التاريخية القوية بين الشعب والعرش، ويُبرز التضحيات الجسام التي قدمها المغاربة في نضالهم ضد الاستعمار من أجل تحقيق الاستقلال الكامل والسيادة الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض