
المغرب يدعو لتعزيز السيادة الصحية الإفريقية وتفعيل دور وكالات الأنباء في تحقيق ذلك
أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، يوم الأربعاء في سلا، أن القارة الإفريقية مدعوة لتولي مسؤولية سيادتها الصحية، مشيرا إلى أن إفريقيا تمتلك كافة الموارد البشرية اللازمة لتحقيق هذا الهدف. وأوضح أن القارة تضم العديد من الأطباء والمساعدين الصحيين والباحثين الذين يعملون في المستشفيات والجامعات الغربية، وهم في انتظار أن توفر لهم بلدانهم الأصلية الظروف المناسبة لممارسة مهنتهم.
وفي كلمة له خلال افتتاح الجمعية العامة الثامنة للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية (فابا)، التي انعقدت تحت شعار “وكالات الأنباء الإفريقية، رافعة لتعزيز السيادة الصحية للقارة”، أشار بنسعيد إلى أن “الأمر يتعلق بطموح الأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة”، التي تم إطلاقها في نونبر الماضي بمدينة الداخلة تحت إشراف مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة. وأضاف أن الأكاديمية تعتبر “حجر الزاوية” لهذا الطموح الإفريقي الهادف إلى جمع الكفاءات البشرية الحالية والمستقبلية من إفريقيا لتفعيل سيادتها الصحية.
وشدد الوزير على أن السيادة الصحية للقارة لا يمكن أن تتحقق إذا كانت الصحة معتمدة على أطراف خارجية. وذكر أن النموذج الصحي المندمج الذي يطمح إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للقارة لن يتحقق إلا من خلال التعاون والتكوين المتبادل بين دول إفريقيا.
كما أكد على الدور “الحاسم” لوكالات الأنباء الإفريقية في دعم هذا التوجه، باعتبارها القنوات التي ستمكن من ربط الجهود بين دول القارة. وأضاف أن الإعلام والصحافة يلعبان دوراً أساسياً في إظهار الذات الإفريقية على الساحة العالمية، مشيرا إلى أن “إعادة تملك الكلمة” أصبح ضرورة مهمة بعدما كانت الخطابات الخارجية تتحكم في صورة إفريقيا.
وفيما يتعلق بدور المغرب في هذا السياق، أكد بنسعيد أن المملكة، وفق الرؤية السامية لجلالة الملك محمد السادس، تسعى إلى أن تكون فاعلاً رئيسياً في تعزيز السيادة الإفريقية. ولفت إلى أن الشباب الإفريقي، الذي أصبح أكثر تعليماً وارتباطاً بالعالم الرقمي، يسعى الآن إلى التعبير عن كلمته والابتعاد عن دور المستهلك للإعلام الأجنبي.
واختتم الوزير بالإشارة إلى أن الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، التي تأسست قبل عشر سنوات في الدار البيضاء، قد شهدت توسعاً ملحوظاً من خلال انضمام أعضاء جدد وملاحظين من فضاءات مختلفة مثل البحر الأبيض المتوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية. واعتبر أن هذا النجاح يبرز أهمية تحالف وكالات الأنباء الإفريقية والأطلسية في منح القارة قوة إضافية على الساحة الدولية.