سياسة

آمنة بوعياش: دول الجنوب تثبت أن كونية حقوق الإنسان ليست مجرد شعار بل ممارسة فعلية

أكدت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، خلال لقاء فكري نُظم الخميس بالرباط، أن دول الجنوب تُقدم نماذج ملموسة وتجارب حقوقية رائدة تُعزز المفهوم الفعلي لكونية الحقوق والحريات.

وجاء تصريح بوعياش في إطار ندوة فكرية احتضنها رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، تحت عنوان “كونية حقوق الإنسان: فعلية تحققت أم مسار غير مكتمل؟”، حيث أبرزت أن دول الجنوب، رغم ما تواجهه من تحديات، أبانت عن قدرتها على تجسيد مبادئ الكونية في تعاملها مع قضايا حقوقية معقدة.

وأوضحت بوعياش أن كونية حقوق الإنسان هي ثمرة توافق إنساني يتجاوز الحدود والثقافات، مشددة على أن هذا الالتزام الأخلاقي أصبح أكثر إلحاحًا في ظل التراجع المقلق للمنظومة الحقوقية الدولية، في مقدمتها تراجع الميزانيات المخصصة للآليات الأممية، وصعود الخطابات المعادية للحقوق، وتهميش القيم الإنسانية.

من جهتها، اعتبرت الكاتبة الكاميرونية دجايلي أمادو أمل أن النساء في مناطق مثل الساحل الإفريقي هنّ أولى ضحايا هذا التراجع، مؤكدة أن التغيير الحقيقي يبدأ من الثقافة المجتمعية، لا من النصوص القانونية وحدها، داعية إلى مراجعة النظم القيمية التي تكرّس الإقصاء.

وشهد اللقاء تقديم مؤلَّف جماعي يضم خلاصات المناظرة الدولية التي نُظمت بالرباط في دجنبر 2023، تحت شعار “30 التزاماً كونياً من أجل الكرامة الإنسانية”، بمناسبة الذكرى الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد تميزت هذه المناسبة بتوجيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة سامية للمشاركين، أكد فيها الحاجة الملحة لمواصلة التفكير في سبل تفعيل مبادئ الإعلان.

ويُشارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان في دورة هذا العام من المعرض ببرنامج ثقافي غني، يمتد على مدى عشرة أيام، ويتضمن أكثر من 70 نشاطًا وورشة وندوة، موزعة على خمسة فضاءات متنوعة داخل الرواق المخصص له. ويشارك في هذه الأنشطة نحو 100 أديب وحقوقي ومثقف من المغرب وخارجه، بالإضافة إلى 250 طفلة يمثلن مختلف جهات المملكة، في تعبيرات ثقافية متنوعة تُجسد مشاركة الطفولة في النقاش الحقوقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر + سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض