
تأملات
معرفة أسماء الله الحسنى مفتاح للخير مغلاق للشر
عبد الرحمان سورسي
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، أحمده سبحانه وهو المحمود على كل.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركنا بعده على بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك، فله عليه الصلاة والسلام منا الدعاء والصلاة عليه، أول النهار وآخره، فاللهم فصلِ وسلم عليه ما تتابع الليل والنهار، وصل عليه كلما صلى عليه المصلون وكلما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. أما بعد:
موضوعنا اليوم يحمل عنوان:
(((معرفة أسماء الله الحسنى
مفتاح للخير مغلاق للشر )))
إنطلاقا من قوله تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. (سورةالأعراف،الآية 180)
أيها الإخوة والأخوات:
إن أسماء الله الحسنى هي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد الله وصفات كمال الله ونعوت جلال الله، وأفعال حكمة ورحمة ومصلحة وعدل من الله.، يدعىالله بها، وتقتضي المدح والثناء بنفسها.
سمى الله بها نفسه في كتبه أو على لسان أحد من رسله أو استأثر الله بها في علم الغيب عنده، لا يشبهه ولا يماثله فيها أحد ، وهي حسنى يراد منها قصر كمال الحسن في أسماء الله، لا يعلمها كاملة وافية إلا الله.
وهي أصل من أصول التوحيد، فالعقيدة الإسلامية لذلك هي روح الإيمان وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، إزداد إيمانه وقوي يقينه، والعلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم عند المسلمين، وأجلها على الإطلاق لأن شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله.
امتدح الله بها نفسه في القرآن الكريم فقال: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (سورة طه،الآية 8)، وحث عليها الرسول محمد فقال: “إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ
أسماء الله الحسنى أسماء الله -تعالى- لا يُمكن إحصاءها، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ)،[١] ومعرفة المسلم لأسماء الله الحسنى هي إحدى الأسباب العظيمة لدخول الجنّة؛ إذ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٢] وذلك لأنّها أصل كلّ عبادة؛ فمَن يعرف الله -تعالى-؛ يجتنب ما يُغضبه ويفعل ما يُحبّه ويُرضيه، وهذا ما أوصى به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عندما بعثه لليمن فقال له: (فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ).[٣][٤] ومعرفة أسماء الله الحسنى هي طريق المسلم لمعرفة ربّه معرفة عامّة؛ يشترك بها الملتزم والفاجر، والمطيع والعاصي، أمّا المعرفة الخاصّة فتقتضي رقابته والحياء منه وتعلّق القلب به والشوق لرؤيته ولقاءه، كما أنّها طريق لتزكية النفس وإصلاح القلب؛ فقد سُئل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن معنى تزكية النفس فقال: (أن يعلمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ معه حيثُ كان)،وبذالك تكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر.
كما أنّها طريق اتّباع وتخلّق؛ فالله رحيم يحب الراحمين، كريم يحب المتصدّقين،
معاشر السادة والسيدات:
لا شك أن معرفة أسماء الله -تعالى- سبب عظيم في استجابة الدعاء؛ فقد أمر الله -تعالى- بدعاءه بأسمائه؛ فقال: (وَلِلَّهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها)،[ وقد وعد الله -تعالى- بالإستجابة في قوله: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
وتورث معرفة أسماء الله -تعالى- في قلب المسلم الخشية من ربه؛ فمَن كان أعرف وأعلم بالله -تعالى- كان منه أخوف وأقوم بشريعته، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
و معرفة أسماء الله الحسنى سبب للتحرر من سيطرة العباد و قهرهم ،
ومعرفة أسماء الله الحسنى باعث قوي على التوبة النصوح ، التي هي سبب لسعادة الدارين ، و هذا ما سأعالجه في الدروس المقبلة إن شاء الله تعالى.
وفيما يلي إليكم أسماء الله الحسنى حسب رواية الوليد بن مسلم عند الترمذي فهي كالتالي:
الله | الرحمن | الرحيم | الملك | القدوس | السلام | المؤمن | المهيمن | العزيز | الجبار | المتكبر | الخالق | البارئ | المصور | الغفار | القهار | الوهاب | الرزاق | الفتاح | العليم | القابض | الباسط | الخافض | الرافع | المعز | المذل | السميع | البصير | الحكم | العدل | اللطيف | الخبير | الحليم | العظيم | الغفور | الشكور | العلي | الكبير | الحفيظ | المقيت | الحسيب | الجليل | الكريم | الرقيب | المجيب | الواسع | الحكيم | الودود | المجيد | الباعث | الشهيد | الحق | الوكيل | القوي | المتين | الولي | الحميد | المحصي | المبدئ | المعيد ا المحيي | المميت | الحي | القيوم | الواجد | الماجد | الواحد | الأحد | الصمد | القادر | المقتدر | المقدم | المؤخر | الأول | الآخر | الظاهر | الباطن | الوالي | المتعالي | البر | التواب | المنتقم | العفو | الرءوف | مالك الملك | ذو الجلال والإكرام | المقسط | الجامع |الغني | المغني | المانع | الضار | النافع | النور | الهادي | البديع | الباقي | الوارث | الرشيد | الصبور. /الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى بوم الدين.