غوغل تتجاوز توقعات السوق بفضل الذكاء الاصطناعي ونمو خدمات السحابة
نجحت شركة “غوغل” في الحفاظ على مكانتها الرائدة وتحقيق مكاسب ملحوظة في مجال الذكاء الاصطناعي، متجاوزة توقعات السوق خلال الربع الثاني من عام 2025، رغم التحديات المتزايدة من أدوات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمنافسة الحادة في قطاع الحوسبة السحابية.
وأعلنت مجموعة “ألفابت”، الشركة الأم لغوغل، عن ارتفاع إيراداتها بنسبة 14% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتتجاوز 96 مليار دولار، منها 28,2 مليار دولار كصافي دخل للربع الثاني، بحسب بيان الأرباح الصادر الأربعاء.
ويُعزى هذا الأداء القوي إلى الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي، رغم الكلفة المرتفعة لتطوير هذه التقنيات. وأشار الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي إلى أن الاستثمارات في هذا المجال ستتسارع، ما سيُرفع الإنفاق الرأسمالي للشركة إلى حوالي 85 مليار دولار خلال سنة 2025، بزيادة 10 مليارات دولار مقارنة بالخطط السابقة، بعدما بلغ 52,5 مليار دولار في عام 2024.
ويواجه محرك بحث غوغل، الذي يشكّل المصدر الرئيسي لعائدات الإعلانات، منافسة متنامية من أدوات ذكاء اصطناعي عامة مثل “تشات جي بي تي” (من شركة “أوبن إيه آي”)، ومن محركات بحث ناشئة مثل “بربليكسيتي”.
ورغم ذلك، تمكنت غوغل من دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في نتائج البحث عبر أدوات مثل “AI Overviews” و”AI Mode”، وهو ما ساهم في الحفاظ على حجم الزيارات، خصوصاً للاستعلامات ذات الطابع التجاري. وأكد المحلل يوري وورمسر من “إي ماركتر” أن هذه الابتكارات بدأت تدر إيرادات فعلية، ويتوقع أن تزداد فعاليتها خلال النصف الثاني من السنة، خاصة في ما يتعلق باستعلامات التسوق.
وقد قدمت غوغل وشركة “أوبن إيه آي” في الربيع أدوات تسوق ذكية قادرة على مقارنة الأسعار، واختيار المنتجات وفقاً لتفضيلات المستخدمين، وحتى إتمام عمليات الدفع، في حال منحها المستخدم صلاحية ذلك.
وعلى صعيد الحوسبة السحابية، واصلت خدمة “غوغل كلاود” نموها القوي، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 32% لتتجاوز 13 مليار دولار. كما تضاعف دخلها التشغيلي ليبلغ 2,8 مليار دولار، مما يعزز مكانتها كثالث أكبر مزود في هذا القطاع بعد “أمازون ويب سيرفيسز” و”مايكروسوفت”.
وأوضح بيتشاي خلال مؤتمر المحللين أن معظم الشركات الناشئة الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي تعتمد على “غوغل كلاود”، مشيراً إلى أن حتى “أوبن إيه آي”، الشريكة لمايكروسوفت، تستخدم خدمات غوغل السحابية لقوتها الحاسوبية الفائقة.
من جهتها، أشارت المديرة المالية أنات أشكنازي إلى أن زيادة الإنفاق تعكس تسارع الاستثمارات في الخوادم وبناء مراكز البيانات، وذلك لتلبية الطلب المتزايد من زبائن السحابة، خصوصاً في ما يخص تخزين البيانات، تحليلها، ودعم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتتوقع “ألفابت” أن تصل عائدات “غوغل كلاود” إلى نحو 50 مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري، ما يعكس التحول المستمر في هيكل عائدات الشركة نحو الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي.
