
التبوريدة تلهب الرباط احتفاءً بعيد العرش
شهدت الرباط، أمس الخميس، انطلاق فعاليات مهرجان الفروسية التقليدية “التبوريدة”، في أجواء احتفالية مميزة تخليدًا لذكرى عيد العرش المجيد، تحت شعار: “صهيل الخيل… صدى الأصالة”. ويُعد هذا الحدث موعدًا ثقافيًا بارزًا يحيي واحدة من أعرق التقاليد المغربية المتجذرة في الذاكرة الجماعية، ويشكل مناسبة لتعريف الأجيال الصاعدة بقيم الانتماء والهوية من خلال فن التبوريدة.
ويشارك في هذه التظاهرة التراثية أكثر من 500 فارس وفرس، موزعين على أزيد من 50 سربة تمثل مختلف مناطق جهة الرباط – سلا – القنيطرة، في عروض تنبض بروح الأصالة والشغف، حيث يشهد الجمهور لحظات فنية بديعة توحد بين صهيل الخيل، وهدير البارود، وانسجام الحركات الجماعية التي يؤديها الفرسان بدقة متناهية. ويمثل المهرجان فرصة استثنائية لتجديد الصلة بين الساكنة وهذا الموروث الثقافي العريق الذي لا يزال يحافظ على حضوره في وجدان المغاربة.
هذا و أكد عبد الفتاح العوني، رئيس مجلس مقاطعة يعقوب المنصور، أن تنظيم هذا الحدث بات تقليدًا سنويًا يعكس التزام المجلس بصون وتعزيز التراث اللامادي المغربي، مبرزًا أن شعار هذه الدورة “صهيل الخيل صدى الأصالة”، جاء ليُجسد التناسق الرائع بين الفارس وخيله أثناء عروض التبوريدة. وأضاف أن المهرجان لا يقتصر فقط على الفرجة، بل يحمل في طياته رسالة واضحة إلى الأجيال الجديدة لحمل مشعل هذا الإرث الوطني وصونه من الاندثار.
وتعتمد عروض التبوريدة على طقوس دقيقة تنطلق بتحية جماعية للجمهور، ثم اصطفاف الفرسان في خط مستقيم في انتظار إشارة “المقدم”، لتنطلق الخيول في سباق جماعي يتخلله إطلاق ناري منظم، يُبرز مهارة الفارس في التحكم بخيله وسلاحه، في مشهد يجمع بين القوة، الانضباط، والجمالية.
يُذكر أن منظمة اليونسكو أدرجت “التبوريدة” ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في دجنبر 2021، وهو اعتراف دولي يعزز الجهود الوطنية المبذولة للحفاظ على هذا الفن الشعبي الأصيل، الذي يُعد أحد أبرز تعبيرات الهوية المغربية، ورافعة أساسية للممارسات الثقافية المرتبطة بالفرس والاحتفال والانتماء.