
المغرب يساهم بتكوين 400 إمام ومرشد ديني مالي
شهد المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة المالية باماكو، يوم السبت الماضي، تنظيم مباراة انتقائية لولوج معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالمملكة المغربية، وذلك بمشاركة مئات المترشحين الماليين، في إطار تنفيذ بروتوكول تعاون بين وزارتي الشؤون الدينية في البلدين.
ويستهدف هذا البرنامج تكوين 400 إمام ومرشد ومرشدة دينية، من المنتظر أن يتلقوا تكوينًا أكاديميًا وتأهيليًا بمقر المعهد في الرباط، وذلك في إطار شراكة متواصلة بين الرباط وباماكو لتعزيز قدرات الأطر الدينية ونشر قيم الاعتدال والتسامح.
وشهدت هذه المحطة الهامة حضور وزير الشؤون الدينية والعبادات والعادات بجمهورية مالي، محمدو كوني، الذي شدد في تصريح صحفي على أهمية التكوين الديني في المغرب، معتبرًا أنه لا يقتصر على التأهيل للوظائف الدينية فحسب، بل يتيح أيضًا فرصة لاكتساب مهارات متعددة ذات أثر مجتمعي.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب قد وقعت، مطلع شهر يوليوز المنصرم، بروتوكول اتفاق مع نظيرتها المالية، يقضي بإيفاد 400 من الأطر الدينية المالية إلى المغرب، لمتابعة دراستهم وتكوينهم بمعهد محمد السادس، الذي يواصل أداء دوره كمنصة إفريقية رائدة في التكوين الديني الرصين.
وأفادت وزارة الشؤون الدينية المالية، في بيان رسمي، أن هذا التعاون يأتي في إطار الاستمرارية الإستراتيجية بين البلدين في المجال الديني، ويهدف إلى تعزيز قدرات الأئمة والمرشدين والمرشدات الدينية، ونشر قيم الإسلام السمحة القائمة على السلم والوسطية، فضلاً عن دعم جهود التحصين العقدي والفكري لمواجهة التحديات المعاصرة.
وأكد المصدر ذاته أن “توقيع الاتفاق يشكل مرحلة مفصلية في مسار التعاون الثنائي، ويجسد الإرادة المشتركة للحفاظ على القيم الروحية المشتركة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، من خلال تكوين ديني ذي جودة عالية، يجمع بين المعرفة الدينية الرصينة والانفتاح على قضايا العصر”.
ويأتي هذا البرنامج في سياق جهود المملكة المغربية لتعزيز شراكاتها الدينية مع بلدان القارة الإفريقية، وتكريس نموذجها في التكوين الديني الوسطي والمعتدل، الذي لاقى إشادة متزايدة على المستويين القاري والدولي.